[hadith]بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ. هَذَا مَا أَمَرَ بهِ عَبْدُ اللهِ عَلِیٌّ أَمِیرُالْمُؤْمِنِینَ مَالِکَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِی عَهْدهِ إِلَیْهِ حِینَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَایَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بلَادهَا؛ أَمَرَهُ بتَقْوَی اللَّهِ وَ إِیْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بهِ فِی کِتَابهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِی لَا یَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا باتِّبَاعِهَا وَ لَا یَشْقَی إِلَّا مَعَ جُحُودهَا وَ إِضَاعَتِهَا، وَ أَنْ یَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بقَلْبهِ وَ یَدهِ وَ لِسَانِهِ، فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَکَفَّلَ بنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَاز مَنْ أَعَزَّهُ. وَ أَمَرَهُ أَنْ یَکْسرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ یَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ، فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ. ثُمَّ اعْلَمْ یَا مَالِکُ أَنِّی قَدْ وَجَّهْتُکَ إِلَی بلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَیْهَا دُوَلٌ قَبْلَکَ مِنْ عَدْلٍ وَ جَوْرٍ، وَ أَنَّ النَّاسَ یَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِکَ فِی مِثْلِ مَا کُنْتَ تَنْظُرُ فِیهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَکَ وَ یَقُولُونَ فِیکَ مَا کُنْتَ تَقُولُ فِیهِمْ، وَ إِنَّمَا یُسْتَدَلُّ عَلَی الصَّالِحِینَ بمَا یُجْرِی اللَّهُ لَهُمْ عَلَی أَلْسُنِ عِبَادهِ. فَلْیَکُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَیْکَ ذَخِیرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَامْلِکْ هَوَاکَ وَ شُحَّ بنَفْسکَ عَمَّا لَا یَحِلُّ لَکَ، فَإِنَّ الشُّحَّ بالنَّفْس الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِیمَا أَحَبَّتْ أَوْ کَرِهَت.

وَ أَشْعِرْ قَلْبَکَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِیَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بهِمْ، وَ لَا تَکُونَنَّ عَلَیْهِمْ سَبُعاً ضَارِیاً تَغْتَنِمُ أَکْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَکَ فِی الدِّینِ وَ إِمَّا نَظِیرٌ لَکَ فِی الْخَلْقِ، یَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَ یُؤْتَی عَلَی أَیْدیهِمْ فِی الْعَمْد وَ الْخَطَإِ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِکَ وَ صَفْحِکَ مِثْلِ الَّذی تُحِبُّ وَ تَرْضَی أَنْ یُعْطِیَکَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ، فَإِنَّکَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِی الْأَمْرِ عَلَیْکَ فَوْقَکَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاکَ وَ قَد اسْتَکْفَاکَ أَمْرَهُمْ وَ ابْتَلَاکَ بهِمْ.

وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَکَ لِحَرْب اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا [یَدَیْ] یَدَ لَکَ بنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَی بکَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ؛ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَی عَفْوٍ، وَ لَا تَبْجَحَنَّ بعُقُوبَةٍ، وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَی بَادرَةٍ وَجَدْتَ [عَنْهَا] مِنْهَا مَنْدُوحَةً؛ وَ لَا تَقُولَنَّ إِنِّی مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ، فَإِنَّ ذَلِکَ إِدْغَالٌ فِی الْقَلْب وَ مَنْهَکَةٌ لِلدِّینِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِیَرِ؛ وَ إِذَا أَحْدَثَ لَکَ مَا أَنْتَ فِیهِ مِنْ سُلْطَانِکَ أُبَّهَةً أَوْ مَخِیلَةً فَانْظُرْ إِلَی عِظَمِ مُلْکِ اللَّهِ فَوْقَکَ وَ قُدْرَتِهِ مِنْکَ عَلَی مَا لَا تَقْدرُ عَلَیْهِ مِنْ نَفْسکَ، فَإِنَّ ذَلِکَ یُطَامِنُ إِلَیْکَ مِنْ طِمَاحِکَ وَ یَکُفُّ عَنْکَ مِنْ غَرْبکَ وَ یَفِیءُ إِلَیْکَ بمَا عَزَبَ عَنْکَ مِنْ عَقْلِکَ؛ إِیَّاکَ وَ مُسَامَاةَ اللهِ فِی عَظَمَتِهِ، وَالتَّشَبُّهَ بهِ فِی جَبَرُوتِهِ، فَإِنَّ اللهَ یُذلُّ کُلَّ جَبَّار وَ یُهِینُ کُلَّ مُخْتَال.

أَنْصِفِ اللهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسکَ، وَ مِنْ خَاصَّةِ أَهْلِکَ، وَ مَنْ لَکَ فِیهِ هَوًی مِنْ رَعِیَّتِکَ، فَإِنَّکَ إِلاَّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ؛ وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللهِ کَانَ اللهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادهِ، وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ، وَ کَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّی یَنْزعَ أَوْ یَتُوبَ. وَ لَیْسَ شَیْءٌ أَدْعَی إِلَی تَغْیِیرِ نِعْمَةِ اللهِ وَ تَعْجِیلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَة عَلَی ظُلْم، فَإِنَّ اللهَ سَمِیعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدینَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِینَ بالْمِرْصَاد.

وَلْیَکُنْ أَحَبَّ الاُْمُورِ إِلَیْکَ أَوْسَطُهَا فِی الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِی الْعَدْلِ، وَأَجْمَعُهَا لِرِضَی الرَّعِیَّةِ، فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ یُجْحِفُ برِضَی الْخَاصَّةِ، وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ یُغْتَفَرُ مَعَ رِضَی الْعَامَّةِ؛ وَلَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِیَّةِ أَثْقَلَ عَلَی الْوَالِی مَؤُونَةً فِی الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِی الْبَلاَءِ، وَأَکْرَهَ لِلاِْنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بالاِْلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُکْراً عِنْدَ الاِْعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ؛ وَإِنَّمَا عِمَادُ الدِّینِ وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِینَ وَالْعُدَّةُ لِلاَْعْدَاءِ، الْعَامَّةُ مِنَ الاُْمَّةِ؛ فَلْیَکُنْ صِغْوُکَ لَهُمْ، وَمَیْلُکَ مَعَهُمْ.

وَلْیَکُنْ أَبْعَدَ رَعِیَّتِکَ مِنْکَ وَأَشْنَأَهُمْ عِنْدَکَ، أَطْلَبُهُمْ لِمَعَائِب النَّاس؛ فَإِنَّ فِی النَّاس عُیُوباً الْوَالِی أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا، فَلاَ تَکْشفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْکَ مِنْهَا، فَإِنَّمَا عَلَیْکَ تَطْهِیرُ مَا ظَهَرَ لَکَ، وَاللهُ یَحْکُمُ عَلَی مَا غَابَ عَنْکَ، فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ یَسْتُرِ اللهُ مِنْکَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِیَّتِکَ. أَطْلِقْ عَنِ النَّاس عُقْدَةَ کُلِّ حِقْد، وَاقْطَعْ عَنْکَ سَبَبَ کُلِّ وِتْر، وَتَغَابَ عَنْ کُلِّ مَا لاَ یَضِحُ لَکَ، وَلاَ تَعْجَلَنَّ إِلَی تَصْدیقِ سَاعٍ

،

فَإِنَّ السَّاعِیَ غَاشٌّ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بالنَّاصِحِینَ.

وَلاَ تُدْخِلَنَّ فِی مَشُورَتِکَ بَخِیلاً یَعْدلُ بکَ عَنِ الْفَضْلِ وَ یَعِدُکَ الْفَقْرَ، وَلاَ جَبَاناً یُضْعِفُکَ عَنِ الاُْمُورِ، وَلاَ حَرِیصاً یُزَیِّنُ لَکَ الشَّرَهَ بالْجَوْرِ؛ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّی، یَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ باللهِ.

إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِکَ مَنْ کَانَ لِلاَْشْرَارِ قَبْلَکَ وَزیراً، وَمَنْ شَرِکَهُمْ فِی الآْثَامِ فَلاَ یَکُونَنَّ لَکَ بطَانَةً، فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الاَْثَمَةِ، وَإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ؛ وَأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَیْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَنَفَاذهِمْ، وَلَیْسَ عَلَیْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَ أَوْزَارِهِمْ وَ آثَامِهِمْ، مِمَّنْ لَمْ یُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَی ظُلْمِهِ، وَلاَ آثِماً عَلَی إِثْمِهِ، أُولَئِکَ أَخَفُّ عَلَیْکَ مَؤُونَةً، وَأَحْسَنُ لَکَ مَعُونَةً، وَأَحْنَی عَلَیْکَ عَطْفاً، وَأَقَلُّ لِغَیْرِکَ إِلْفاً، فَاتَّخِذْ أُولَئِکَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِکَ وَحَفَلاَتِکَ؛ ثُمَّ لْیَکُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَکَ أَقْوَلَهُمْ بمُرِّ الْحَقِّ لَکَ وَأَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِیمَا یَکُونُ مِنْکَ مِمَّا کَرِهَ اللهُ لاَِوْلِیَائِهِ، وَاقِعاً ذَلِکَ مِنْ هَوَاکَ حَیْثُ وَقَعَ. وَالْصَقْ بأَهْلِ الْوَرَعِ وَالصِّدْقِ، ثُمَّ رُضْهُمْ عَلَی أَلاَّ یُطْرُوکَ وَلاَ یَبْجَحُوکَ ببَاطِل لَمْ تَفْعَلْهُ، فَإِنَّ کَثْرَةَ الاِْطْرَاءِ تُحْدثُ الزَّهْوَ، وَتُدْنِی مِنَ الْعِزَّةِ.

وَلاَ یَکُونَنَّ الْمُحْسنُ وَالْمُسیءُ عِنْدَکَ بمَنْزلَة سَوَاء، فَإِنَّ فِی ذَلِکَ تَزْهِیداً لاَِهْلِ الاِْحْسَانِ فِی الاِْحْسَانِ، وَتَدْرِیباً لاَِهْلِ الاِْسَاءَةِ عَلَی الاِْسَاءَةِ، وَأَلْزمْ کُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ شَیْءٌ بأَدْعَی إِلَی حُسْنِ ظَنِّ رَاع برَعِیَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَیْهِمْ، وَتَخْفِیفِهِ الْمَئُونَاتِ عَلَیْهِمْ، وَتَرْکِ اسْتِکْرَاهِهِ إِیَّاهُمْ عَلَی مَا لَیْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ؛ فَلْیَکُنْ مِنْکَ فِی ذَلِکَ أَمْرٌ یَجْتَمِعُ لَکَ بهِ حُسْنُ الظَّنِّ برَعِیَّتِکَ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ یَقْطَعُ عَنْکَ نَصَباً طَوِیلاً. وَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّکَ بهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلاَؤُکَ عِنْدَهُ، وَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّکَ بهِ لَمَنْ سَاءَ بَلاَؤُکَ عِنْدَهُ. وَلاَ تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بهَا صُدُورُ هَذهِ الاُْمَّةِ، وَاجْتَمَعَتْ بهَا الاُْلْفَةُ، وَصَلَحَتْ عَلَیْهَا الرَّعِیَّةُ. وَلاَ تُحْدثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بشَیْء مِنْ مَاضِی تِلْکَ السُّنَنِ، فَیَکُونَ الاَْجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا، وَالْوِزْرُ عَلَیْکَ بمَا نَقَضْتَ مِنْهَا. وَأَکْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ، وَمُنَاقَشَةَ الْحُکَمَاءِ، فِی تَثْبیتِ مَا صَلَحَ عَلَیْهِ أَمْرُ بلاَدکَ، وَإِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بهِ النَّاسُ قَبْلَکَ.

وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّعِیَّةَ طَبَقَاتٌ لاَ یَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلاَّ ببَعْض، وَلاَ غِنَی ببَعْضِهَا عَنْ بَعْض؛ فَمِنْهَا جُنُودُ اللهِ، وَمِنْهَا کُتَّابُ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَمِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ، وَمِنْهَا عُمَّالُ الاِْنْصَافِ وَالرِّفْقِ، وَمِنْهَا أَهْلُ الْجِزْیَةِ وَالْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَمُسْلِمَةِ النَّاس، وَمِنْهَا التُّجَّارُ وَأَهْلُ الصِّنَاعَاتِ، وَمِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَی مِنْ ذَوِی الْحَاجَةِ وَالْمَسْکَنَةِ؛ وَکُلٌّ قَدْ سَمَّی اللهُ لَهُ سَهْمَهُ، وَ وَضَعَ عَلَی حَدِّهِ فَرِیضَةً فِی کِتَابهِ أَوْ سُنَّةِ نَبیِّهِ (صلی الله علیه وآله) عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً.

فَالْجُنُودُ بإِذْنِ اللهِ حُصُونُ الرَّعِیَّةِ، وَ زَیْنُ الْوُلاَةِ، وَعِزُّ الدِّینِ، وَسُبُلُ الاَْمْنِ وَلَیْسَ تَقُومُ الرَّعِیَّةُ إِلاَّ بهِمْ. ثُمَّ لاَ قِوَامَ لِلْجُنُود إِلاَّ بمَا یُخْرِجُ اللهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذی یَقْوَوْنَ بهِ عَلَی جِهَاد عَدُوِّهِمْ، وَیَعْتَمِدُونَ عَلَیْهِ فِیمَا یُصْلِحُهُمْ وَیَکُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ. ثُمَّ لاَ قِوَامَ لِهَذَیْنِ الصِّنْفَیْنِ إِلاَّ بالصِّنْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُضَاةِ وَالْعُمَّالِ وَالْکُتَّاب، لِمَا یُحْکِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِد، وَیَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَیُؤْتَمَنُونَ عَلَیْهِ مِنْ خَوَاصِّ الاُْمُورِ وَعَوَامِّهَا. وَلاَ قِوَامَ لَهُمْ جَمِیعاً إِلاَّ بالتُّجَّارِ وَذَوِی الصِّنَاعَاتِ، فِیمَا یَجْتَمِعُونَ عَلَیْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ، وَیُقِیمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَیَکْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بأَیْدیهِمْ مَا لاَ یَبْلُغُهُ رِفْقُ غَیْرِهِمْ. ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلَی مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ وَالْمَسْکَنَةِ الَّذینَ یَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَمَعُونَتُهُمْ. وَفِی اللهِ لِکُلّ سَعَةٌ، وَلِکُلّ عَلَی الْوَالِی حَقٌّ بقَدْرِ مَا یُصْلِحُهُ، وَلَیْسَ یَخْرُجُ الْوَالِی مِنْ حَقِیقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللهُ مِنْ ذَلِکَ إِلاَّ بالاِهْتِمَامِ وَالاِسْتِعَانَةِ باللهِ، وَتَوْطِینِ نَفْسهِ عَلَی لُزُومِ الْحَقِّ، وَالصَّبْرِ عَلَیْهِ فِیمَا خَفَّ عَلَیْهِ أَوْ ثَقُلَ.

فَوَلِّ مِنْ جُنُودکَ أَنْصَحَهُمْ فِی نَفْسکَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَ لاِمَامِکَ، وَأَنْقَاهُمْ جَیْباً، وَأَفْضَلَهُمْ حِلْماً، مِمَّنْ یُبْطِئُ عَنِ الْغَضَب، وَیَسْتَرِیحُ إِلَی الْعُذْرِ، وَیَرْأَفُ بالضُّعَفَاءِ، وَیَنْبُو عَلَی الاَْقْوِیَاءِ، وَمِمَّنْ لاَ یُثِیرُهُ الْعُنْفُ، وَلاَ یَقْعُدُ بهِ الضَّعْفُ. ثُمَّ الْصَقْ بذَوِی الْمُرُوءَاتِ وَالاَْحْسَاب، وَأَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَةِ، وَالسَّوَابقِ الْحَسَنَةِ، ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَالسَّخَاءِ وَالسَّمَاحَةِ؛ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْکَرَمِ، وَشُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ. ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا یَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدهِمَا، وَلاَ یَتَفَاقَمَنَّ فِی نَفْسکَ شَیْءٌ قَوَّیْتَهُمْ بهِ، وَلاَ تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بهِ وَإِنْ قَلَّ، فَإِنَّهُ دَاعِیَةٌ لَهُمْ إِلَی بَذْلِ النَّصِیحَةِ لَکَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بکَ؛ وَلاَ تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِیفِ أُمُورِهِمُ اتِّکَالاً عَلَی جَسیمِهَا، فَإِنَّ لِلْیَسیرِ مِنْ لُطْفِکَ مَوْضِعاً یَنْتَفِعُونَ بهِ، وَلِلْجَسیمِ مَوْقِعاً لاَ یَسْتَغْنُونَ عَنْهُ.

وَلْیَکُنْ آثَرُ رُءُوس جُنْدکَ عِنْدَکَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِی مَعُونَتِهِ، وَأَفْضَلَ عَلَیْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ، بمَا یَسَعُهُمْ وَیَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ أَهْلِیهِمْ، حَتَّی یَکُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِی جِهَاد الْعَدُوِّ؛ فَإِنَّ عَطْفَکَ عَلَیْهِمْ یَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَیْکَ.

وَإِنَّ أَفْضَلَ قُرَّةِ عَیْنِ الْوُلاَةِ اسْتِقَامَةُ الْعَدْلِ فِی الْبلاَد، وَظُهُورُ مَوَدَّةِ الرَّعِیَّةِ؛ وإِنَّهُ لاَ تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلاَّ بسَلاَمَةِ صُدُورِهِمْ، وَلاَ تَصِحُّ نَصِیحَتُهُمْ إِلاَّ بحِیطَتِهِمْ عَلَی وُلاَةِ الاُْمُورِ، وَقِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ، وَتَرْک اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ؛ فَافْسَحْ فِی آمَالِهِمْ، وَ وَاصِلْ فِی حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَیْهِمْ، وَتَعْدید مَا أَبْلَی ذَوُو الْبَلاَءِ مِنْهُمْ؛ فَإِنَّ کَثْرَةَ الذِّکْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَتُحَرِّضُ النَّاکِلَ، إِنْ شَاءَ اللهُ. ثُمَّ اعْرِفْ لِکُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ مَا أَبْلَی، وَلاَ تَضُمَّنَّ بَلاَءَ امْرِئ إِلَی غَیْرِهِ، وَلاَ تُقَصِّرَنَّ بهِ دُونَ غَایَةِ بَلاَئِهِ، وَلاَ یَدْعُوَنَّکَ شَرَفُ امْرِئ إِلَی أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلاَئِهِ مَا کَانَ صَغِیراً، وَلاَ ضَعَةُ امْرِئ إِلَی أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلاَئِهِ مَا کَانَ عَظِیماً.

وَارْدُدْ إِلَی اللهِ وَرَسُولِهِ مَا یُضْلِعُکَ مِنَ الْخُطُوب، وَیَشْتَبهُ عَلَیْکَ مِنَ الاُْمُورِ؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَی لِقَوْم أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ: «یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الاَْمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِی شَیْء فَرُدُّوهُ إِلَی اللهِ وَالرَّسُولِ»؛ فَالرَّدُّ إِلَی اللهِ الاَْخْذُ بمُحْکَمِ کِتَابهِ، وَالرَّدُّ إِلَی الرَّسُولِ الاَْخْذُ بسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَیْرِ الْمُفَرِّقَةِ.

ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُکْمِ بَیْنَ النَّاس أَفْضَلَ رَعِیَّتِکَ فِی نَفْسکَ، مِمَّنْ لاَ تَضِیقُ بهِ الاُْمُورُ، وَلاَ تُمَحِّکُهُ الْخُصُومُ، وَلاَ یَتَمَادَی فِی الزَّلَّةِ، وَلاَ یَحْصَرُ مِنَ الْفَیْءِ إِلَی الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ، وَلاَ تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَی طَمَع، وَلاَ یَکْتَفِی بأَدْنَی فَهْم دُونَ أَقْصَاهُ، وَأَوْقَفَهُمْ فِی الشُّبُهَاتِ، وَآخَذَهُمْ بالْحُجَجِ، وَأَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ، وَأَصْبَرَهُمْ عَلَی تَکَشُّفِ الاُْمُورِ، وَأَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُکْمِ، مِمَّنْ لاَ یَزْدَهِیهِ إِطْرَاءٌ وَلاَ یَسْتَمِیلُهُ إِغْرَاءٌ وَأُولَئِکَ قَلِیلٌ؛ ثُمَّ أَکْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ، وَافْسَحْ لَهُ فِی الْبَذْلِ مَا یُزیلُ عِلَّتَهُ، وَتَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَی النَّاس، وَأَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزلَةِ لَدَیْکَ مَا لاَ یَطْمَعُ فِیهِ غَیْرُهُ مِنْ خَاصَّتِکَ، لِیَأْمَنَ بذَلِکَ اغْتِیَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَکَ. فَانْظُرْ فِی ذَلِکَ نَظَراً بَلِیغاً، فَإِنَّ هَذَا الدِّینَ قَدْ کَانَ أَسیراً فِی أَیْدی الاَْشْرَارِ، یُعْمَلُ فِیهِ بالْهَوَی، وَتُطْلَبُ بهِ الدُّنْیَا.

ثُمَّ انْظُرْ فِی أُمُورِ عُمَّالِکَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً، وَلاَ تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وَأَثَرَةً، فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَب الْجَوْرِ وَالْخِیَانَةِ. وَتَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَالْحَیَاءِ، مِنْ أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَةِ، وَالْقَدَمِ فِی الاِْسْلاَمِ الْمُتَقَدِّمَةِ، فَإِنَّهُمْ أَکْرَمُ أَخْلاَقاً وَأَصَحُّ أَعْرَاضاً، وَأَقَلُّ فِی الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً، وَأَبْلَغُ فِی عَوَاقِب الاُْمُورِ نَظَراً. ثُمَّ أَسْبغْ عَلَیْهِمُ الاَْرْزَاقَ، فَإِنَّ ذَلِکَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَی اسْتِصْلاَحِ أَنْفُسهِمْ، وَغِنًی لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَیْدیهِمْ، وَحُجَّةٌ عَلَیْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَکَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَکَ. ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ، وَابْعَثِ الْعُیُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ عَلَیْهِمْ، فَإِنَّ تَعَاهُدَکَ فِی السِّرِّ لاُِمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَی اسْتِعْمَالِ الاَْمَانَةِ، وَالرِّفْقِ بالرَّعِیَّةِ. وَتَحَفَّظْ مِنَ الاَْعْوَانِ، فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ یَدَهُ إِلَی خِیَانَة اجْتَمَعَتْ بهَا عَلَیْهِ عِنْدَکَ أَخْبَارُ عُیُونِکَ، اکْتَفَیْتَ بذَلِکَ شَاهِداً، فَبَسَطْتَ عَلَیْهِ الْعُقُوبَةَ فِی بَدَنِهِ، وَأَخَذْتَهُ بمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ، ثُمَّ نَصَبْتَهُ بمَقَامِ الْمَذَلَّةِ، وَوَسَمْتَهُ بالْخِیَانَةِ، وَقَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهَمَةِ.

وَتَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بمَا یُصْلِحُ أَهْلَهُ، فَإِنَّ فِی صَلاَحِهِ وَصَلاَحِهِمْ صَلاَحاً لِمَنْ سوَاهُمْ، وَلاَ صَلاَحَ لِمَنْ سوَاهُمْ إِلاَّ بهِمْ، لاَِنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ عِیَالٌ عَلَی الْخَرَاجِ وَأَهْلِهِ. وَلْیَکُنْ نَظَرُکَ فِی عِمَارَةِ الاَْرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِکَ فِی اسْتِجْلاَب الْخَرَاجِ، لاَِنَّ ذَلِکَ لاَ یُدْرَکُ إِلاَّ بالْعِمَارَةِ؛ وَمَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بغَیْرِ عِمَارَة أَخْرَبَ الْبلاَدَ، وَأَهْلَکَ الْعِبَادَ، وَلَمْ یَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلاَّ قَلِیلاً. فَإِنْ شَکَوْا ثِقَلاً أَوْ عِلَّةً، أَوِ انْقِطَاعَ شرْب أَوْ بَالَّة، أَوْ إِحَالَةَ أَرْض اغْتَمَرَهَا غَرَقٌ، أَوْ أَجْحَفَ بهَا عَطَشٌ، خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بمَا تَرْجُو أَنْ یَصْلُحَ بهِ أَمْرُهُمْ؛ وَلاَ یَثْقُلَنَّ عَلَیْکَ شَیْءٌ خَفَّفْتَ بهِ الْمَؤُونَةَ عَنْهُمْ، فَإِنَّهُ ذُخْرٌ یَعُودُونَ بهِ عَلَیْکَ فِی عِمَارَةِ بلاَدکَ وَتَزْیِینِ وِلاَیَتِکَ، مَعَ اسْتِجْلاَبکَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ، وَتَبَجُّحِکَ باسْتِفَاضَةِ الْعَدْلِ فِیهِمْ، مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ بمَا ذَخَرْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِکَ لَهُمْ، وَالثِّقَةَ مِنْهُمْ بمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِکَ عَلَیْهِمْ وَرِفْقِکَ بهِمْ؛ فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الاُْمُورِ مَا إِذَا عَوَّلْتَ فِیهِ عَلَیْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طَیِّبَةً أَنْفُسُهُمْ بهِ، فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَهُ؛ وَإِنَّمَا یُؤْتَی خَرَابُ الاَْرْضِ مِنْ إِعْوَاز أَهْلِهَا، وَإِنَّمَا یُعْوِزُ أَهْلُهَا لاِِشْرَافِ أَنْفُس الْوُلاَةِ عَلَی الْجَمْعِ، وَسُوءِ ظَنِّهِمْ بالْبَقَاءِ، وَقِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بالْعِبَرِ.

ثُمَّ انْظُرْ فِی حَالِ کُتَّابکَ فَوَلِّ عَلَی أُمُورِکَ خَیْرَهُمْ، وَاخْصُصْ رَسَائِلَکَ الَّتِی تُدْخِلُ فِیهَا مَکَایِدَکَ وَأَسْرَارَکَ بأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صَالِحِ الاَْخْلاَقِ، مِمَّنْ لاَ تُبْطِرُهُ الْکَرَامَةُ، فَیَجْتَرِئَ بهَا عَلَیْکَ فِی خِلاَف لَکَ بحَضْرَةِ مَلاَ، وَلاَ تَقْصُرُ بهِ الْغَفْلَةُ عَنْ إِیرَاد مُکَاتَبَاتِ عُمِّالِکَ عَلَیْکَ، وَإِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَی الصَّوَاب عَنْکَ، فِیمَا یَأْخُذُ لَکَ وَیُعْطِی مِنْکَ، وَلاَ یُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَکَ، وَلاَ یَعْجِزُ عَنْ إِطْلاَقِ مَا عُقِدَ عَلَیْکَ، وَلاَ یَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسهِ فِی الاُْمُورِ، فَإِنَّ الْجَاهِلَ بقَدْرِ نَفْسهِ یَکُونُ بقَدْرِ غَیْرِهِ أَجْهَلَ. ثُمَّ لاَ یَکُنِ اخْتِیَارُکَ إِیَّاهُمْ عَلَی فِرَاسَتِکَ وَاسْتِنَامَتِکَ وَحُسْنِ الظَّنِّ مِنْکَ، فَإِنَّ الرِّجَالَ یَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلاَةِ بتَصَنُّعِهِمْ وَحُسْنِ خِدْمَتِهِمْ، وَلَیْسَ وَرَاءَ ذَلِکَ مِنَ النَّصِیحَةِ وَالاَْمَانَةِ شَیْءٌ؛ وَلَکِنِ اخْتَبرْهُمْ بمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِینَ قَبْلَکَ، فَاعْمِدْ لاَِحْسَنِهِمْ کَانَ فِی الْعَامَّةِ أَثَراً، وَأَعْرَفِهِمْ بالاَْمَانَةِ وَجْهاً، فَإِنَّ ذَلِکَ دَلِیلٌ عَلَی نَصِیحَتِکَ لِلَّهِ وَلِمَنْ وُلِّیتَ أَمْرَهُ. وَاجْعَلْ لِرَأْس کُلِّ أَمْر مِنْ أُمُورِکَ رَأْساً مِنْهُمْ، لاَ یَقْهَرُهُ کَبیرُهَا وَلاَ یَتَشَتَّتُ عَلَیْهِ کَثِیرُهَا، وَمَهْمَا کَانَ فِی کُتَّابکَ مِنْ عَیْب، فَتَغَابَیْتَ عَنْهُ، أُلْزمْتَه.

ثُمَّ اسْتَوْصِ بالتُّجَّارِ وَ ذَوِی الصِّنَاعَاتِ، وَأَوْصِ بهِمْ خَیْراً

،

الْمُقِیمِ مِنْهُمْ وَالْمُضْطَرِب بمَالِهِ وَالْمُتَرَفِّقِ ببَدَنِهِ، فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَأَسْبَابُ الْمَرَافِقِ وَجُلّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِد وَالْمَطَارِحِ، فِی بَرِّکَ وَبَحْرِکَ وَسَهْلِکَ وَجَبَلِکَ، وَحَیْثُ لاَ یَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَلاَ یَجْتَرِءُونَ عَلَیْهَا؛ فَإِنَّهُمْ سلْمٌ لاَ تُخَافُ بَائِقَتُهُ، وَصُلْحٌ لاَ تُخْشَی غَائِلَتُهُ. وَتَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بحَضْرَتِکَ وَفِی حَوَاشی بلاَدکَ. وَاعْلَمْ مَعَ ذَلِکَ

،

أَنَّ فِی کَثِیر مِنْهُمْ ضِیقاً فَاحِشاً وَ شُحّاً قَبیحاً وَاحْتِکَاراً لِلْمَنَافِعِ وَتَحَکُّماً فِی الْبیَاعَاتِ، وَذَلِکَ بَابُ مَضَرَّة لِلْعَامَّةِ، وَعَیْبٌ عَلَی الْوُلاَةِ؛ فَامْنَعْ مِنَ الاِحْتِکَارِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صلی الله علیه وآله وسلم ـ مَنَعَ مِنْهُ. وَلْیَکُنِ الْبَیْعُ بَیْعاً سَمْحاً بمَوَازینِ عَدْل وَأَسْعَار، لاَ تُجْحِفُ بالْفَرِیقَیْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَالْمُبْتَاعِ. فَمَنْ قَارَفَ حُکْرَةً بَعْدَ نَهْیِکَ إِیَّاهُ فَنَکِّلْ بهِ، وَعَاقِبْهُ فِی غَیْرِ إِسْرَاف.

ثُمَّ اللهَ اللهَ فِی الطَّبَقَةِ السُّفْلَی مِنَ الَّذینَ لاَ حِیلَةَ لَهُمْ، مِنَ الْمَسَاکِینِ وَالْمُحْتَاجِینَ وَأَهْلِ الْبُؤْسَی وَ الزَّمْنَی، فَإِنَّ فِی هَذهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَمُعْتَرّاً، وَاحْفَظ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَکَ مِنْ حَقِّهِ فِیهِمْ، وَاجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَیْتِ مَالِکِ، وَقِسْماً مِنْ غَلاَّتِ صَوَافِی الاِْسْلاَمِ فِی کُلِّ بَلَد، فَإِنَّ لِلاَْقْصَی مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذی لِلاَْدْنَی، وَکُلٌّ قَد اسْتُرْعِیتَ حَقَّهُ؛ وَلاَ یَشْغَلَنَّکَ عَنْهُمْ بَطَرٌ، فَإِنَّکَ لاَ تُعْذَرُ بتَضْیِیعِکَ التَّافِهَ لاِِحْکَامِکَ الْکَثِیرَ الْمُهِمَّ؛ فَلاَ تُشْخِصْ هَمَّکَ عَنْهُمْ، وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّکَ لَهُمْ، وَتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لاَ یَصِلُ إِلَیْکَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُیُونُ، وَتَحْقِرُهُ الرِّجَالُ؛ فَفَرِّغْ لاُِولَئِکَ ثِقَتَکَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْیَةِ وَالتَّوَاضُعِ، فَلْیَرْفَعْ إِلَیْکَ أُمُورَهُمْ، ثُمَّ اعْمَلْ فِیهِمْ بالاِْعْذَارِ إِلَی اللهِ یَوْمَ تَلْقَاهُ، فَإِنَّ هَؤُلاَءِ مِنْ بَیْنِ الرَّعِیَّةِ أَحْوَجُ إِلَی الاِْنْصَافِ مِنْ غَیْرِهِمْ؛ وَکُلٌّ فَأَعْذرْ إِلَی اللهِ فِی تَأْدیَةِ حَقِّهِ إِلَیْهِ. وَتَعَهَّدْ أَهْلَ الْیُتْمِ وَ ذَوِی الرِّقَّةِ فِی السِّنِّ، مِمَّنْ لاَ حِیلَةَ لَهُ وَلاَ یَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَهُ، وَذَلِکَ عَلَی الْوُلاَةِ ثَقِیلٌ، وَالْحَقُّ کُلُّهُ ثَقِیلٌ، وَقَدْ یُخَفِّفُهُ اللهُ عَلَی أَقْوَام طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ

،

فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ وَثِقُوا بصِدْقِ مَوْعُود اللهِ لَهُمْ.

وَالْوَاجِبُ عَلَیْکَ أَنْ تَتَذَکَّرَ مَا مَضَی لِمَنْ تَقَدَّمَکَ مِنْ حُکُومَة عَادلَة، أَوْ سُنَّة فَاضِلَة، أَوْ أَثَر عَنْ نَبیِّنَا صَلَّی اللهِ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَوْ فَرِیضَة فِی کِتَاب اللهِ، فَتَقْتَدیَ بمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بهِ فِیهَا، وَتَجْتَهِدَ لِنَفْسکَ فِی اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَیْکَ فِی عَهْدی هَذَا، وَاسْتَوْثَقْتُ بهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسی عَلَیْکَ، لِکَیْلاَ تَکُونَ لَکَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسکَ إِلَی هَوَاهَا. وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ بسَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَعَظِیمِ قُدْرَتِهِ عَلَی إِعْطَاءِ کُلِّ رَغْبَة، أَنْ یُوَفِّقَنِی وَإِیَّاکَ لِمَا فِیهِ رِضَاهُ مِنَ الاِْقَامَةِ عَلَی الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَیْهِ وَ إِلَی خَلْقِهِ، مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِی الْعِبَاد، وَجَمِیلِ الاَْثَرِ فِی الْبلاَد، وَتَمَامِ النِّعْمَةِ وَتَضْعِیفِ الْکَرَامَةِ، وَأَنْ یَخْتِمَ لِی وَ لَکَ بالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ، إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ. وَالسَّلاَمُ عَلَی رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهِ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الطَّیِّبینَ الطَّاهِرِینَ وَسَلَّمَ تَسْلِیماً کَثِیراً؛ وَالسَّلاَمُ.[/hadith]

ترجمه (محمد دشتی):

بنام خداوند بخشنده و مهربان، این فرمان بنده خدا علی امیر مؤمنان، به مالک اشتر پسر حارث است، در عهدی که با او دارد، هنگامی که او را به فرمانداری مصر بر می ‏گزیند تا خراج آن دیار را جمع آورد، و با دشمنانش نبرد کند، کار مردم را اصلاح، و شهرهای مصر را آباد سازد.

ضرورت خودسازی

او را به ترس از خدا فرمان می دهد، و اینکه اطاعت خدا را بر دیگر کارها مقدّم دارد، و آنچه در کتاب خدا آمده، از واجبات و سنّت ها را پیروی کند، دستوراتی که جز با پیروی آن رستگار نخواهد شد، و جز با نشناختن و ضایع کردن آن جنایتکار نخواهد گردید. به او فرمان می دهد که خدا را با دل و دست و زبان یاری کند، زیرا خداوند پیروزی کسی را تضمین کند که او را یاری دهد، و بزرگ دارد آن کس را که او را بزرگ شمارد و به او فرمان می دهد تا نفس خود را از پیروی آرزوها باز دارد، و به هنگام سرکشی رامش کند، که: “همانا نفس همواره به بدی وا می دارد جز آن که خدا رحمت آورد”.

پس ای مالک بدان! من تو را به سوی شهرهایی فرستادم که پیش از تو دولت های عادل یا ستمگری بر آن حکم راندند، و مردم در کارهای تو چنان می نگرند که تو در کارهای حاکمان پیش از خود می نگری، و در باره تو آن می گویند که تو نسبت به زمامداران گذشته می گویی، و همانا نیکوکاران را به نام نیکی توان شناخت که خدا از آنان بر زبان بندگانش جاری ساخت. پس نیکوترین اندوخته تو باید اعمال صالح و درست باشد، هوای نفس را در اختیار گیر، و از آنچه حلال نیست خویشتن داری کن، زیرا بخل ورزیدن به نفس خویش، آن است که در آنچه دوست دارد، یا برای او ناخوشایند است، راه انصاف پیمایی.

اخلاق رهبری (روش برخورد با مردم)

مهربانی با مردم را پوشش دل خویش قرار ده، و با همه دوست و مهربان باش. مبادا هرگز، چونان حیوان شکاری باشی که خوردن آنان را غنیمت دانی، زیرا مردم دو دسته اند، دسته ای برادر دینی تو، و دسته دیگر همانند تو در آفرینش می باشند. اگر گناهی از آنان سر می زند یا علّت هایی بر آنان عارض می شود، یا خواسته و ناخواسته، اشتباهی مرتکب می گردند، آنان را ببخشای و بر آنان آسان گیر، آن گونه که دوست داری خدا تو را ببخشاید و بر تو آسان گیرد. همانا تو از آنان برتر، و امام تو از تو برتر، و خدا بر آن کس که تو را فرمانداری مصر داد والاتر است، که انجام امور مردم مصر را به تو واگذارده، و آنان را وسیله آزمودن تو قرار داده است.

هرگز با خدا مستیز، که تو را از کیفر او نجاتی نیست، و از بخشش و رحمت او بی نیاز نخواهی بود. بر بخشش دیگران پشیمان مباش، و از کیفر کردن شادی مکن، و از خشمی که توانی از آن رها گردی شتاب نداشته باش. به مردم نگو، به من فرمان دادند و من نیز فرمان می دهم، پس باید اطاعت شود، که این گونه خود بزرگ بینی دل را فاسد، و دین را پژمرده، و موجب زوال نعمت هاست. و اگر با مقام و قدرتی که داری، دچار تکبّر یا خود بزرگ بینی شدی به بزرگی حکومت پروردگار که برتر از تو است بنگر، که تو را از آن سرکشی نجات می دهد، و تندروی تو را فرو می نشاند، و عقل و اندیشه ات را به جایگاه اصلی باز می گرداند.

پرهیز از غرور و خودپسندی

بپرهیز که خود را در بزرگی همانند خداوند پنداری، و در شکوه خداوندی همانند او دانی، زیرا خداوند هر سرکشی را خوار می ‏سازد، و هر خود پسندی را بی ‏ارزش می ‏کند.

با خدا و با مردم، و با خویشاوندان نزدیک، و با افرادی از رعیّت خود که آنان را دوست داری، انصاف را رعایت کن، که اگر چنین نکنی ستم روا داشتی، و کسی که به بندگان خدا ستم روا دارد خدا به جای بندگانش دشمن او خواهد بود، و آن را که خدا دشمن شود، دلیل او را نپذیرد، که با خدا سر جنگ دارد، تا آنگاه که باز گردد، یا توبه کند، و چیزی چون ستمکاری نعمت خدا را دگرگون نمی ‏کند، و کیفر او را نزدیک نمی‏ سازد، که خدا دعای ستمدیدگان را می‏ شنود و در کمین ستمکاران است.

مردم گرایی، حق گرایی

دوست داشتنی ‏ترین چیزها در نزد تو، در حق میانه‏ ترین، و در عدل فراگیرترین، و در جلب خشنودی مردم گسترده ‏ترین باشد، که همانا خشم عمومی مردم، خشنودی خواص (نزدیکان) را از بین می ‏برد، امّا خشم خواص را خشنودی همگان بی ‏أثر می‏ کند.

خواصّ جامعه، همواره بار سنگینی را بر حکومت تحمیل می‏ کنند زیرا در روزگار سختی یاریشان کمتر، و در اجرای عدالت از همه ناراضی ‏تر، و در خواسته‏ هایشان پافشارتر، و در عطا و بخشش‏ها کم سپاس‏تر، و به هنگام منع خواسته‏ ها دیر عذر پذیرتر، و در برابر مشکلات کم استقامت ‏تر می ‏باشند.

در صورتی که ستون‏های استوار دین، و اجتماعات پرشور مسلمین، و نیروهای ذخیره دفاعی، عموم مردم می ‏باشند، پس به آنها گرایش داشته و اشتیاق تو با آنان باشد.

ضرورت راز داری

از رعیّت، آنان را که عیب جوترند از خود دور کن، زیرا مردم عیوبی دارند که رهبر امّت در پنهان داشتن آن از همه سزاوارتر است، پس مبادا آنچه بر تو پنهان است آشکار گردانی، و آنچه که هویداست بپوشانی، که داوری در آنچه از تو پنهان است با خدای جهان می باشد، پس چندان که می توانی زشتی ها را بپوشان، تا آن را که دوست داری بر رعیّت پوشیده ماند خدا بر تو بپوشاند.

گره هر کینه ای را در مردم بگشای، و رشته هر نوع دشمنی را قطع کن، و از آنچه که در نظر روشن نیست کناره گیر. در تصدیق سخن چین شتاب مکن، زیرا سخن چین گرچه در لباس اندرز دهنده ظاهر می شود امّا خیانتکار است.

جایگاه صحیح مشورت

بخیل را در مشورت کردن دخالت نده، که تو را از نیکوکاری باز می دارد، و از تنگدستی می ترساند. ترسو را در مشورت کردن دخالت نده، که در انجام کارها روحیّه تو را سست می کند. حریص را در مشورت کردن دخالت نده، که حرص را با ستمکاری در نظرت زینت می دهد. همانا بخل و ترس و حرص، غرائز گوناگونی هستند که ریشه آنها بدگمانی به خدای بزرگ است.

بدترین وزیران تو، کسی است که پیش از تو وزیر بدکاران بوده، و در گناهان آنان شرکت داشته، پس مبادا چنین افرادی محرم راز تو باشند، زیرا که آنان یاوران گناهکاران، و یاری دهندگان ستمکارانند. تو باید جانشینانی بهتر از آنان داشته باشی که قدرت فکری امثال آنها را داشته، امّا گناهان و کردار زشت آنها را نداشته باشند: کسانی که ستمکاری را بر ستمی یاری نکرده، و گناه کاری را در گناهی کمک نرسانده باشند.

هزینه این گونه از افراد بر تو سبک تر، و یاریشان بهتر، و مهربانیشان بیشتر، و دوستی آنان با غیر تو کمتر است. آنان را از خواص، و دوستان نزدیک، و راز داران خود قرار ده، سپس از میان آنان افرادی را که در حق گویی از همه صریح ترند، و در آنچه را که خدا برای دوستانش نمی پسندد تو را مدد کار نباشند، انتخاب کن، چه خوشایند تو باشد یا ناخوشایند.

اصول روابط اجتماعی رهبران

تا می توانی با پرهیزکاران و راستگویان بپیوند، و آنان را چنان پرورش ده که تو را فراوان نستایند، و تو را برای اعمال زشتی که انجام نداده ای تشویق نکنند، که ستایش بی اندازه، خود پسندی می آورد، و انسان را به سرکشی وا می دارد.

هرگز نیکوکار و بدکار در نظرت یکسان نباشند، زیرا نیکوکاران در نیکوکاری بی رغبت، و بدکاران در بد کاری تشویق می گردند، پس هر کدام از آنان را بر أساس کردارشان پاداش ده.

بدان ای مالک هیچ وسیله ای برای جلب اعتماد والی به رعیّت بهتر از نیکوکاری به مردم، و تخفیف مالیات، و عدم اجبار مردم به کاری که دوست ندارند، نمی باشد، پس در این راه آنقدر بکوش تا به وفاداری رعیّت، خوشبین شوی، که این خوشبینی رنج طولانی مشکلات را از تو بر می دارد، پس به آنان که بیشتر احسان کردی بیشتر خوشبین باش، و به آنان که بد رفتاری کردی بد گمان تر باش.

و آداب پسندیده ای را که بزرگان این امّت به آن عمل کردند، و ملّت اسلام با آن پیوند خورده، و رعیّت با آن اصلاح شدند، بر هم مزن، و آدابی که به سنّت های خوب گذشته زیان وارد می کند، پدید نیاور، که پاداش برای آورنده سنّت، و کیفر آن برای تو باشد که آنها را در هم شکستی.

با دانشمندان، فراوان گفتگو کن، و با حکیمان فراوان بحث کن، که مایه آبادانی و اصلاح شهرها، و برقراری نظم و قانونی است که در گذشته نیز وجود داشت.

شناخت اقشار گوناگون اجتماعی

ای مالک بدان مردم از گروه های گوناگونی می باشند که اصلاح هر یک جز با دیگری امکان ندارد، و هیچ یک از گروه ها از گروه دیگر بی نیاز نیست. از آن قشرها، لشکریان خدا، و نویسندگان عمومی و خصوصی، قضات دادگستر، کارگزاران عدل و نظم اجتماعی، جزیه دهندگان، پرداخت کنندگان مالیات، تجّار و بازرگانان، صاحبان صنعت و پیشه وران، و نیز طبقه پایین جامعه، یعنی نیازمندان و مستمندان می باشند، که برای هر یک خداوند سهمی مقرّر داشته، و مقدار واجب آن را در قرآن یا سنّت پیامبر صلّی اللّه علیه و آله و سلّم تعیین کرده که پیمانی از طرف خداست و نگهداری آن بر ما لازم است.

پس سپاهیان به فرمان خدا، پناهگاه استوار رعیّت، و زینت و وقار زمامداران، شکوه دین، و راههای تحقّق امنیّت کشورند. امور مردم جز با سپاهیان استوار نگردد، و پایداری سپاهیان جز به خراج و مالیات رعیّت انجام نمی شود که با آن برای جهاد با دشمن تقویت گردند، و برای اصلاح امور خویش به آن تکیّه کنند، و نیازمندی های خود را برطرف سازند.

سپس سپاهیان و مردم، جز با گروه سوم نمی توانند پایدار باشند، و آن قضات، و کارگزاران دولت، و نویسندگان حکومتند، که قراردادها و معاملات را استوار می کنند، و آنچه به سود مسلمانان است فراهم می آورند، و در کارهای عمومی و خصوصی مورد اعتمادند.

و گروه های یاد شده بدون بازرگانان، و صاحبان صنایع نمی توانند دوام بیاورند، زیرا آنان وسائل زندگی را فراهم می آورند، و در بازارها عرضه می کنند، و بسیاری از وسایل زندگی را با دست می سازند که از توان دیگران خارج است.

قشر دیگر، طبقه پایین از نیازمندان و مستمندانند که باید به آنها بخشش و یاری کرد.

برای تمام اقشار گوناگون یاد شده، در پیشگاه خدا گشایشی است، و همه آنان به مقداری که امورشان اصلاح شود بر زمامدار، حقّی مشخصّ دارند، و زمامدار از انجام آنچه خدا بر او واجب کرده است نمی تواند موفّق باشد جز آن که تلاش فراوان نماید، و از خدا یاری بطلبد، و خود را برای انجام حق آماده سازد، و در همه کارها، آسان باشد یا دشوار، شکیبایی ورزد.

اول. سیمای نظامیان

برای فرماندهی سپاه کسی را برگزین که خیرخواهی او برای خدا و پیامبر صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و امام تو بیشتر، و دامن او پاک تر، شکیبایی او برتر باشد، از کسانی که دیر به خشم آید، و عذر پذیرتر باشد، و بر ناتوان رحمت آورد، و با قدرتمندان، با قدرت برخورد کند، درشتی او را به تجاوز نکشاند، و ناتوانی او را از حرکت باز ندارد.

سپس در نظامیان با خانواده های ریشه دار، دارای شخصیّت حساب شده، خاندانی پارسا، دارای سوابقی نیکو و درخشان، که دلاور و سلحشور و بخشنده و بلند نظرند، روابط نزدیک بر قرار کن، آنان همه بزرگواری را در خود جمع کرده، و نیکی ها را در خود گرد آورده اند.

پس در کارهای آنان به گونه ای بیندیش که پدری مهربان در باره فرزندش می اندیشد، و مبادا آنچه را که آنان را بدان نیرومند می کنی در نظرت بزرگ جلوه کند، و نیکوکاری تو نسبت به آنان -هر چند اندک باشد- خوار مپندار، زیرا نیکی، آنان را به خیرخواهی تو خواند، و گمانشان را نسبت به تو نیکو گرداند، و رسیدگی به امور کوچک آنان را به خاطر رسیدگی به کارهای بزرگشان وامگذار، زیرا از نیکی اندک تو سود می برند، و به نیکی های بزرگ تو بی نیاز نیستند.

برگزیده ترین فرماندهان سپاه تو، کسی باشد که از همه بیشتر به سربازان کمک رساند، و از امکانات مالی خود بیشتر در اختیارشان گذارد، به اندازه ای که خانواده هایشان در پشت جبهه، و خودشان در آسایش کامل باشند، تا در نبرد با دشمن، سربازان اسلام تنها به یک چیز بیندیشند. همانا مهربانی تو نسبت به سربازان، دل هایشان را به تو می کشاند.

و همانا برترین روشنی چشم زمامداران، برقراری عدل در شهرها و آشکار شدن محبّت مردم نسبت به رهبر است، که محبّت دلهای رعیّت جز با پاکی قلب ها پدید نمی آید، و خیرخواهی آنان زمانی است که با رغبت و شوق پیرامون رهبر را گرفته، و حکومت بار سنگینی را بر دوش رعیّت نگذاشته باشد، و طولانی شدن مدت زمامداری بر ملّت ناگوار نباشد.

پس آرزوهای سپاهیان را بر آور، و همواره از آنان ستایش کن، و کارهای مهمّی که انجام داده اند بر شمار، زیرا یادآوری کارهای ارزشمند آنان، شجاعان را بر می انگیزاند، و ترسوها را به تلاش وامی دارد، انشاء اللّه.

و در یک ارزشیابی دقیق، رنج و زحمات هر یک از آنان را شناسایی کن، و هرگز تلاش و رنج کسی را به حساب دیگری نگذاشته، و ارزش خدمت او را ناچیز مشمار، تا شرافت و بزرگی کسی موجب نگردد که کار کوچکش را بزرگ بشماری، یا گمنامی کسی باعث شود که کار بزرگ او را ناچیز بدانی.

مشکلاتی که در احکام نظامیان برای تو پدید می آید، و اموری که برای تو شبهه ناکند، به خدا، و رسول خدا صلّی اللّه علیه و آله و سلّم باز گردان، زیرا خدا برای مردمی که علاقه داشته هدایتشان کند فرموده است: «ای کسانی که ایمان آوردید، از خدا و رسول و امامانی که از شما هستند اطاعت کنید، و اگر در چیزی نزاع دارید، آن را به خدا و رسولش باز گردانید». پس باز گرداندن چیزی به خدا، یعنی عمل کردن به قرآن، و باز گرداندن به پیامبر صلّی اللّه علیه و آله و سلّم یعنی عمل کردن به سنّت او که وحدت بخش است، نه عامل پراکندگی.

دوم. سیمای قضات و داوران

سپس از میان مردم، برترین فرد نزد خود را برای قضاوت انتخاب کن، کسانی که مراجعه فراوان، آنها را به ستوه نیاورد، و برخورد مخالفان با یکدیگر او را خشمناک نسازد، در اشتباهاتش پافشاری نکند، و بازگشت به حق پس از آگاهی برای او دشوار نباشد، طمع را از دل ریشه کن کند، و در شناخت مطالب با تحقیقی اندک رضایت ندهد، و در شبهات از همه با احتیاطتر عمل کند، و در یافتن دلیل اصرار او از همه بیشتر باشد، و در مراجعه پیاپی شاکیان خسته نشود، در کشف امور از همه شکیباتر، و پس از آشکار شدن حقیقت، در فصل خصومت از همه برنده تر باشد، کسی که ستایش فراوان او را فریب ندهد، و چرب زبانی او را منحرف نسازد و چنین کسانی بسیار اندکند.

پس از انتخاب قاضی، هر چه بیشتر در قضاوت های او بیندیش، و آنقدر به او ببخش که نیازهای او بر طرف گردد، و به مردم نیازمند نباشد، و از نظر مقام و منزلت آنقدر او را گرامی دار که نزدیکان تو، به نفوذ در او طمع نکنند، تا از توطئه آنان در نزد تو در أمان باشد.

در دستوراتی که دادم نیک بنگر که همانا این دین در دست بدکاران اسیر گشته بود، که با نام دین به هوا پرستی پرداخته، و دنیای خود را به دست می آوردند.

سوم. سیمای کارگزاران دولتی

سپس در امور کارمندانت بیندیش، و پس از آزمایش به کارشان بگمار، و با میل شخصی، و بدون مشورت با دیگران آنان را به کارهای مختلف وادار نکن، زیرا نوعی ستمگری و خیانت است.

کارگزاران دولتی را از میان مردمی با تجربه و با حیا، از خاندان های پاکیزه و با تقوی، که در مسلمانی سابقه درخشانی دارند انتخاب کن، زیرا اخلاق آنان گرامی تر، و آبرویشان محفوظتر، و طمع و روزی شان کمتر، و آینده نگری آنان بیشتر است.

سپس روزی فراوان بر آنان ارزانی دار، که با گرفتن حقوق کافی در اصلاح خود بیشتر می کوشند، و با بی نیازی، دست به اموال بیت المال نمی زنند، و اتمام حجّتی است بر آنان اگر فرمانت را نپذیرند یا در امانت تو خیانت کنند.

سپس رفتار کارگزاران را بررسی کن، و جاسوسانی راستگو، و وفا پیشه بر آنان بگمار، که مراقبت و بازرسی پنهانی تو از کار آنان، سبب امانت داری، و مهربانی با رعیّت خواهد بود.

و از همکاران نزدیکت سخت مراقبت کن، و اگر یکی از آنان دست به خیانت زد، و گزارش جاسوسان تو هم آن خیانت را تأیید کرد، به همین مقدار گواهی قناعت کرده او را با تازیانه کیفر کن، و آنچه از اموال که در اختیار دارد از او باز پس گیر، سپس او را خوار دار، و خیانتکار بشمار، و طوق بد نامی به گردنش بیفکن.

چهارم. سیمای مالیات دهنگان

مالیات و بیت المال را به گونه ای وارسی کن که صلاح مالیات دهندگان باشد، زیرا بهبودی مالیات و مالیات دهندگان، عامل اصلاح امور دیگر اقشار جامعه می باشد، و تا امور مالیات دهندگان اصلاح نشود کار دیگران نیز سامان نخواهد گرفت زیرا همه مردم نان خور مالیات و مالیات دهندگانند.

باید تلاش تو در آبادانی زمین بیشتر از جمع آوری خراج باشد که خراج جز با آبادانی فراهم نمی گردد، و آن کس که بخواهد خراج را بدون آبادانی مزارع به دست آورد، شهرها را خراب، و بندگان خدا را نابود، و حکومتش جز اندک مدّتی دوام نیاورد.

پس اگر مردم شکایت کردند، از سنگینی مالیات، یا آفت زدگی، یا خشک شدن آب چشمه ها، یا کمی باران، یا خراب شدن زمین در سیلاب ها، یا خشکسالی، در گرفتن مالیات به میزانی تخفیف ده تا امورشان سامان گیرد، و هرگز تخفیف دادن در خراج تو را نگران نسازد زیرا آن، اندوخته ای است که در آبادانی شهرهای تو، و آراستن ولایت های تو نقش دارد، و رعیّت تو را می ستایند، و تو از گسترش عدالت میان مردم خشنود خواهی شد، و به افزایش قوّت آنان تکیّه خواهی کرد، بدانچه در نزدشان اندوختی و به آنان بخشیدی، و با گسترش عدالت در بین مردم، و مهربانی با رعیّت، به آنان اطمینان خواهی داشت، آنگاه اگر در آینده کاری پیش آید و به عهده شان بگذاری، با شادمانی خواهند پذیرفت، زیرا عمران و آبادی، قدرت تحمّل مردم را زیاد می کند.

همانا ویرانی زمین به جهت تنگدستی کشاورزان است، و تنگدستی کشاورزان، به جهت غارت اموال از طرف زمامدارانی است که به آینده حکومتشان اعتماد ندارند، و از تاریخ گذشتگان عبرت نمی گیرند.

پنجم. سیمای نویسندگان و منشیان

سپس در امور نویسندگان و منشیان به درستی بیندیش، و کارهایت را به بهترین آنان واگذار، و نامه های محرمانه، که در بر دارنده سیاست ها و اسرار تو است، از میان نویسندگان به کسی اختصاص ده که صالح تر از دیگران باشد، کسی که گرامی داشتن، او را به سرکشی و تجاوز نکشاند تا در حضور دیگران با تو مخالفت کند، و در رساندن نامه کار گزارانت به تو، یا رساندن پاسخ های تو به آنان کوتاهی نکند، و در آنچه برای تو می ستاند یا از طرف تو به آنان تحویل می دهد، فراموش کار نباشد. و در تنظیم هیچ قراردادی سستی نورزد، و در برهم زدن قراردادی که به زیان توست کوتاهی نکند، و منزلت و قدر خویش را بشناسد، همانا آن که از شناخت قدر خویش عاجز باشد، در شناخت قدر دیگران جاهل تر است.

مبادا در گزینش نویسندگان و منشیان، بر تیز هوشی و اطمینان شخصی و خوش باوری خود تکیه نمایی، زیرا افراد زیرک با ظاهر سازی و خوش خدمتی، نظر زمامداران را به خود جلب می نمایند، که در پس این ظاهر سازی ها، نه خیرخواهی وجود دارد، و نه از امانت داری نشانی یافت می شود؛ لکن آنها را با خدماتی که برای زمامداران شایسته و پیشین انجام داده اند بیازمای، به کاتبان و نویسندگانی اعتماد داشته باش که در میان مردم آثاری نیکو گذاشته، و به امانت داری از همه مشهورترند، که چنین انتخاب درستی نشان دهنده خیرخواهی تو برای خدا، و مردمی است که حاکم آنانی.

برای هر یک از کارهایت سرپرستی برگزین که بزرگی کار بر او چیرگی نیابد، و فراوانی کار او را درمانده نسازد، و بدان که هر گاه در کار نویسندگان و منشیان تو کمبودی وجود داشته باشد که تو بی خبر باشی، خطرات آن دامنگیر تو خواهد بود.

ششم. سیمای بازرگانان و صاحبان صنایع

سپس سفارش مرا به بازرگانان و صاحبان صنایع بپذیر، و آنها را به نیکوکاری سفارش کن، بازرگانانی که در شهر ساکنند، یا آنان که همواره در سیر و کوچ کردن می باشند، و بازرگانانی که با نیروی جسمانی کار می کنند، چرا که آنان منابع اصلی منفعت، و پدید آورندگان وسایل زندگی و آسایش، و آوردندگان وسایل زندگی از نقاط دور دست و دشوار می باشند، از بیابان ها و دریاها، و دشت ها و کوهستان ها، جاهای سختی که مردم در آن اجتماع نمی کنند، یا برای رفتن به آنجاها شجاعت ندارند. بازرگانان مردمی آرامند، و از ستیزه جویی آنان ترسی وجود نخواهد داشت، مردمی آشتی طلبند که فتنه انگیزی ندارند.

در کار آنها بیندیش چه در شهری باشند که تو به سر می بری، یا در شهرهای دیگر، با توجه به آنچه که تذکر دادم. این را هم بدان که در میان بازرگانان، کسانی هم هستند که تنگ نظر و بد معامله و بخیل و احتکار کننده اند، که تنها با زورگویی به سود خود می اندیشند. و کالا را به هر قیمتی که می خواهند می فروشند، که این سود جویی و گران فروشی برای همه افراد جامعه زیانبار، و عیب بزرگی بر زمامدار است. پس، از احتکار کالا جلوگیری کن، که رسول خدا صلّی اللّه علیه و آله و سلّم از آن جلوگیری می کرد، باید خرید و فروش در جامعه اسلامی، به سادگی و با موازین عدالت انجام گیرد، با نرخ هایی که بر فروشنده و خریدار زیانی نرساند، کسی که پس از منع تو احتکار کند، او را کیفر ده تا عبرت دیگران شود، امّا در کیفر او اسراف نکن.

هفتم. سیمای محرومان و مستضعفان

سپس خدا را خدا را در خصوص طبقات پایین و محروم جامعه، که هیچ چاره ای ندارند، [و عبارتند] از زمین گیران، نیازمندان، گرفتاران، دردمندان. همانا در این طبقه محروم گروهی خویشتن داری کرده، و گروهی به گدایی دست نیاز بر می دارند، پس برای خدا پاسدار حقّی باش که خداوند برای این طبقه معیّن فرموده است: بخشی از بیت المال، و بخشی از غلّه های زمین های غنیمتی اسلام را در هر شهری به طبقات پایین اختصاص ده، زیرا برای دورترین مسلمانان همانند نزدیک ترین آنان سهمی مساوی وجود دارد و تو مسئول رعایت آن می باشی. مبادا سر مستی حکومت تو را از رسیدگی به آنان باز دارد، که هرگز انجام کارهای فراوان و مهم عذری برای ترک مسئولیّت های کوچک تر نخواهد بود. همواره در فکر مشکلات آنان باش، و از آنان روی بر مگردان، به ویژه امور کسانی را از آنان بیشتر رسیدگی کن که از کوچکی به چشم نمی آیند و دیگران آنان را کوچک می شمارند و کمتر به تو دسترسی دارند.

برای این گروه، از افراد مورد اطمینان خود که خدا ترس و فروتنند فردی را انتخاب کن، تا پیرامونشان تحقیق و مسائل آنان را به تو گزارش کنند. سپس در رفع مشکلاتشان به گونه ای عمل کن که در پیشگاه خدا عذری داشته باشی، زیرا این گروه در میان رعیّت بیشتر از دیگران به عدالت نیازمندند، و حق آنان را به گونه ای بپرداز که در نزد خدا معذور باشی، از یتیمان خردسال، و پیران سالخورده که راه چاره ای ندارند. و دست نیاز بر نمی دارند، پیوسته دلجویی کن که مسئولیّتی سنگین بر دوش زمامداران است، اگر چه حق، تمامش سنگین است امّا خدا آن را بر مردمی آسان می کند که آخرت می طلبند، نفس را به شکیبایی وا می دارند، و به وعده های پروردگار اطمینان دارند.

آنچه بر تو لازم است آن که حکومت های دادگستر پیشین، سنّت های با ارزش گذشتگان، روش های پسندیده رفتگان، و آثار پیامبر صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و واجباتی که در کتاب خداست، را همواره به یاد آوری، و به آنچه ما عمل کرده ایم پیروی کنی، و برای پیروی از فرامین این عهد نامه ای که برای تو نوشته ام، و با آن حجّت را بر تو تمام کرده ام، تلاش کن، زیرا اگر نفس سرکشی کرد و بر تو چیره شد عذری نزد من نداشته باشی.

از خداوند بزرگ، با رحمت گسترده، و قدرت برترش در انجام تمام خواسته ها، درخواست می کنیم که به آنچه موجب خشنودی اوست ما و تو را موفّق فرماید، که نزد او و خلق او دارای عذری روشن باشیم، برخوردار از ستایش بندگان، یادگار نیک در شهرها، رسیدن به همه نعمت ها و کرامت ها بوده، و اینکه پایان عمر من و تو را به شهادت و رستگاری ختم فرماید، که همانا ما به سوی او باز می گردیم. با درود به پیامبر اسلام صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و اهل بیت پاکیزه و پاک او، درودی فراوان و پیوسته. با درود.

واژگان (عمران علی‌زاده):

  • جِبایَة: جمع نمودن 

    • یَزَعها: نگه دارد 

    • جَمَحات: سرکشی ها 

    • یُستَدَلُّ: پی برده می ‏شود

    • أشعِر: شعار کن، عادت ده 

    • یَفرُط: سبقت می کند، بدون توجه اتفاق می‏ افتد.

    • استَکفاکَ: از تو درخواست کفایت نموده است.

    • لا تبجَحنّ: شاد نباش و دل خوش مدار 

    • بادرة: سخن و عملی که موقع غضب بدون توجه از انسان سر می‏ زند 

    • مَندوحة: وسعت، راه علاج و خلاص 

    • مُؤمَّر: امر داده شده، مسلط 

    • إدغال: فساد و خرابی 

    • مَنهکة: باعث ضعف و ناتوانی 

    • غِیَر: تغییر نعمت 

    • أبّهة: تکبر و عظمت 

    • مَخیلة: خودپسندی، خیالبافی 

    • یُطامِن: پائین می ‏آورد 

    • طِماح: سرکشی، بلند پروازی 

    • غَرب: تندی

    • عَزب: غائب و پنهان شده 

    • مُسامات: هم سمت شدن، برابری نمودن

    • مُضطَهِد: مظلوم و پایمال شده

    • یُجحِف: از بین می ‏برد، اجحاف می کند

    • مُلِمّات: حوادث نازل شونده 

    • جِماع: وسیله اجتماع، مجتمع 

    • صِغو: تمایل نمودن

    • أشنَأ: دشمن داشتنی ‏تر 

    • وِتر: عداوت و کینه 

    • تَغابَ: تغافل و کودنی کن 

    • ساعی: سخن چین میان مردم و دولت

    • شَرَه: طمع شدید

    • أثِمة: گناهکاران 

    • آصار: جمع اصر: گناه 

    • أوزار: جمع وزر: سنگینی 

    • أحنی: علاقمندتر 

    • إلف: انس و محبت 

    • حَفلات: جمع حفلة: مجلس 

    • أقول: گوینده ‏تر 

    • رُض: عادت بده 

    • لا یُطروک: ترا زیاده از حد تعریف نکنند 

    • یَبجَحوک: ترا بیجا شاد نکنند 

    • زَهو: غرور و تکبر 

    • عِزّة: غرور و خود بزرگ بینی

    • تَزهید: بی‏ میل نمودن 

    • تَدریب: مجرب نمودن و عادت دادن 

    • مُناقشة: هم صحبت شدن، همدم بودن

    • مَرافق: وسائل رفاه و راحتی 

    • رِفد: یاری و مساعدت

    • أنقا: پاک‏تر (از نقی) 

    • جَیب: یقه پیراهن 

    • یَنبو: شدت نشان می‏ دهد 

    • تَفاقم: بزرگی کار

    • خُلوف: باقیمانده

    • تهُزّ: بحرکت می‏ آورد

    • لا تضیفنّ: نسبت نده

    • ضِعَة: پستی مقام

    • یُضلِع: مشکل می‏ شود

    • خُطوب: جمع خطب: کار بزرگ و مهم

    • لا تُمَحّک: خشمگین نمی‏ کند، بد خلق نمی ‏شود 

    • لا یَحصُر: سینه‏ اش تنگ نمی ‏شود 

    • تَبرُّم: انزجار نشان دادن 

    • أصرَم: برنده ‏تر 

    • لا یَزدهی: خودپسندی و تکبر نمی ‏کند 

    • إغراء: تشویق و تحریک کردن

    • إختبار: امتحان کردن 

    • مُحاباة: کاری از روی هوای نفس انجام دادن 

    • توَخّ: جستجو کن 

    • إشراف: متوجه شدن و نظر کردن 

    • ثَلَموا: نقص و رخنه وارد کردند 

    • حَدوَة: سوق دادن و جلب نمودن 

    • وسمتَ: با نشان کردی، نشاندار نمودی

    • إستِجلاب: جلب و جمع نمودن 

    • شرب: آب نهر که با آن زراعت را آب می‏ دهند 

    • بالّة: رطوبت زمین 

    • إحالة أرض: تغییر دادن و فاسد کردن زمین تخم را 

    • إغتَمَر: آب زمین را فرا گرفت 

    • إجمام: راحت نمودن

    • إستنامَة: وثوق و اطمینان 

    • تَغابَیتَ: غفلت و بی ‏توجهی نمودی

    • مضطرب بماله: آنکه مالش را بگردش انداخته و برای تجارت بشهرها می ‏رود 

    • مُترَفِّق: کسب کننده و منفعت بدست آورنده 

    • بائقة: هلاک کننده 

    • سَمح: آسان و عادلانه 

    • قارَفَ: مرتکب و نزدیک شود

    • بُؤسی: جمع بائس: شخص بسیار فقیر 

    • زَمنَی: زمین گیرها 

    • قانع: سائلی که هر چه بدهی قناعت می کند 

    • مُعتَر: کسی که خود را در معرض بخشش قرار می ‏دهد، ولی سؤال نمی‏ کند 

    • صَوافِی الاسلام: زمینهائی که‏ مخصوص اسلام است اموال شخصی نیست 

    • تافِه: چیز حقیر و کم ارزش 

    • لا تُصعِّر: رو مگردان 

    • تقتَحِم: نمی‏ پسندد و حقیر می ‏شمارد

    • تَزَیُّد: بسیار شمردن 

    • تَسَقّطُ: سستی نمودن و فرو افتادن 

    • تَنَکّرَت: ناشناس و متغیر شود