[hadith]فَلَمَّا مَهَدَ أَرْضَهُ وَ أَنْفَذَ أَمْرَهُ اخْتَارَ آدَمَ (علیه السلام) خِیرَةً مِنْ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ أَوَّلَ جِبلَّتِهِ وَ أَسْکَنَهُ جَنَّتَهُ وَ أَرْغَدَ فِیهَا أُکُلَهُ وَ أَوْعَزَ إِلَیْهِ فِیمَا نَهَاهُ عَنْهُ، وَ أَعْلَمَهُ أَنَّ فِی الْإِقْدَامِ عَلَیْهِ التَّعَرُّضَ لِمَعْصِیَتِهِ وَ الْمُخَاطَرَةَ بمَنْزلَتِهِ، فَأَقْدَمَ عَلَی مَا نَهَاهُ عَنْهُ مُوَافَاةً لِسَابقِ عِلْمِهِ، فَأَهْبَطَهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لِیَعْمُرَ أَرْضَهُ بنَسْلِهِ وَ لِیُقِیمَ الْحُجَّةَ بهِ عَلَی عِبَادهِ؛ وَ لَمْ یُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا یُؤَکِّدُ عَلَیْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبیَّتِهِ وَ یَصِلُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَعْرِفَتِهِ، بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بالْحُجَجِ عَلَی أَلْسُنِ الْخِیَرَةِ مِنْ أَنْبیَائِهِ وَ مُتَحَمِّلِی وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً، حَتَّی تَمَّتْ بنَبیِّنَا مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه وآله)‏ حُجَّتُهُ وَ بَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذْرُهُ وَ نُذُرُهُ.[/hadith]