[hadith]قَد اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْش ذَخِیرَةً لِیَوْمِ فَاقَتِهِمْ وَ یَمَّمُوهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إِلَی الْمَخْلُوقِینَ برَغْبَتِهِمْ لَا یَقْطَعُونَ أَمَدَ غَایَةِ عِبَادَتِهِ وَ لَا یَرْجِعُ بهِمُ الِاسْتِهْتَارُ بلُزُومِ طَاعَتِهِ إِلَّا إِلَی مَوَادَّ مِنْ قُلُوبهِمْ غَیْرِ مُنْقَطِعَةٍ مِنْ رَجَائِهِ وَ مَخَافَتِهِ لَمْ تَنْقَطِعْ أَسْبَابُ الشَّفَقَةِ مِنْهُمْ فَیَنُوا فِی جِدِّهِمْ وَ لَمْ تَأْسرْهُمُ الْأَطْمَاعُ فَیُؤْثِرُوا وَشیکَ السَّعْیِ عَلَی اجْتِهَادهِمْ لَمْ یَسْتَعْظِمُوا مَا مَضَی مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ لَوِ اسْتَعْظَمُوا ذَلِکَ لَنَسَخَ الرَّجَاءُ مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ وَ لَمْ یَخْتَلِفُوا فِی رَبِّهِمْ باسْتِحْوَاذ الشَّیْطَانِ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یُفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ وَ لَا تَوَلَّاهُمْ غِلُّ التَّحَاسُد وَ لَا تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ [الرَّیْب‏] الرِّیَب وَ لَا اقْتَسَمَتْهُمْ أَخْیَافُ الْهِمَمِ فَهُمْ أُسَرَاءُ إِیمَانٍ لَمْ یَفُکَّهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَیْغٌ وَ لَا عُدُولٌ وَ لَا وَنًی وَ لَا فُتُورٌ وَ لَیْسَ فِی أَطْبَاقِ السَّمَاءِ مَوْضِعُ إِهَابٍ إِلَّا وَ عَلَیْهِ مَلَکٌ سَاجِدٌ أَوْ سَاعٍ حَافِدٌ یَزْدَادُونَ عَلَی طُولِ الطَّاعَةِ برَبِّهِمْ عِلْماً وَ تَزْدَادُ عِزَّةُ رَبِّهِمْ فِی قُلُوبهِمْ عِظَماً.[/hadith]

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 371

قد اتّخذوا ذا العرش ذخیرة لیوم فاقتهم، و یمّموه عند انقطاع الخلق إلی المخلوقین برغبتهم، لا یقطعون أمد غایة عبادته، و لا یرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته، إلّا إلی موادّ من قلوبهم غیر منقطعة من رجائه و مخافته، لم تنقطع أسباب الشّفقة منهم فینوا فی جدّهم، و لم تأسرهم الأطماع فیؤثروا و شیک السّعی علی اجتهادهم، و لم یستعظموا

ما مضی من أعمالهم، و لو استعظموا ذلک لنسخ الرّجآء منهم شفقات وجلهم و لم یختلفوا فی ربّهم باستحواذ الشّیطان علیهم، و لم یفرّقهم سوء التّقاطع، و لا تولّاهم غلّ التّحاسد، و لا شعّبتهم مصارف الرّیب، و لا اقتسمتهم أخیاف الهمم، فهم أسراء إیمان لم یفکّهم من ربقته زیغ و لا عدول، و لا ونا و لا فتور، و لیس فی أطباق السّموات موضع إهاب إلّا و علیه ملک ساجد، أو ساع حافد، یزدادون علی طول الطّاعة بربّهم علما، و تزداد عزّة ربّهم فی قلوبهم عظما. (16980- 16426)

اللغة:

و (یمّمته) قصدته و (الأمد) المنتهی و قد یکون بمعنی امتداد المسافة و (رجع) یکون لازما و متعدّ یا تقول رجع زید و رجعته أنا و (اهتر)

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 375

فلان بکذا و استهتر بالبناء للمفعول فهو مهتر و مستهتر بالفتح أولع به لا یتحدّث بغیره و لا یفعل غیره، و الاستهتار الولع بالشی ء لا یبالی بما فعل فیه و شتم له.

و (الونی) الضّعف و الفتور من ونی فی الأمر من باب تعب و وعدو (الوشیک) القریب و السّریع و (نسخ) الشی ء إزالته و إبطاله و (استحوذ) علیه الشیطان استولی و (التقاطع) التعادی و ترک البرّ و الاحسان و (تولّیت) الأمر قمت به و (الغلّ) الحقد و (الشعبة) من کلّ شی ء الطائفة منه و شعّبهم أی فرّقهم و فی بعض النّسخ تشعبّتهم علی التفعّل و الأوّل أظهر و (الرّیب) جمع الرّیبة و هو الشّک.

و (أخیاف) الهمم اختلافها و أصله من الخیف بالتحریک مصدر من باب تعب و هو أن یکون إحدی العینین من الفرس زرقاء و الاخری کحلاء، فالفرس أخیف و النّاس أخیاف أی مختلفون، و منه قیل لاخوة الامّ: أخیاف لاختلافهم من حیث الأب و (الاهاب) ککتاب الجلد و (الحافد) المسرع و الخفیف فی العمل و یجمع علی حفد بالتحریک و یطلق علی الخدم لاسراعه فی الخدمة و (العظم) وزان عنب خلاف الصّغر مصدر عظم و فی بعض النّسخ بالضّم و زان قفل و هو اسم من تعظّم أی تکبّر.

الاعراب:

 و کلمة من فی قوله علیه السّلام: من قلوبهم ابتدائیة أی إلی موادّ ناشئة من قلوبهم، و فی قوله علیه السّلام، من رجائه بیانیّة، فالمراد الخوف و الرجاء الباعثان لهم علی لزوم الطاعة، و یحتمل أن یکون الاولی بیانیة أو ابتدائیة و الثانیة صلة للانقطاع.

المعنی:

(قد اتّخذوا ذا العرش ذخیرة لیوم فاقتهم) ذو العرش هو اللَّه سبحانه کما فی غیر واحدة من الآیات القرآنیة، و المراد بیوم فاقتهم یوم حاجتهم و هو یوم قبض أرواحهم کما یظهر من بعض الأخبار.

قال المجلسیُّ (ره) و لا یبعد أن یکون لهم نوع من الثّواب علی طاعاتهم بازدیاد القرب و افاضة المعارف و ذکره سبحانه لهم و تعظیمه إیّاهم و غیر ذلک، فیکون إشارة إلی یوم جزائهم (و یمّموه عند انقطاع الخلق إلی المخلوقین برغبتهم) أی قصدوه بتضرّعهم إلیه سبحانه عند انصراف الخلق و انقطاعهم منه إلی المخلوقین

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 393

و یحتمل رجوع ضمیر رغبتهم إلی الخلق و إلیهم و إلی الملائکة علی سبیل التنازع.

 (لا یقطعون أمد غایة عبادته) أراد أنّه لا یمکنهم الوصول إلی منتهی نهایة عبادته الذی هو عبارة عن کمال معرفته، و ذلک لکون مراتب العرفان و درجاته غیر متناهیة فلا یمکنهم قطعها (و لا یرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته إلّا إلی موادّ من قلوبهم غیر منقطعة من رجائه و مخافته) أی لا یرجعهم الولع بلزوم طاعته سبحانه إلّا إلی موادّ ناشئة من قلوبهم غیر منقطعة و هذه الموادّ هو رجائه و مخافته الباعثان لهم علی لزوم طاعته، و الغرض إثبات دوام خوفهم و رجائهم الموجبین لعدم انفکاکهم عن الطاعة بل لزیادتها کما یشعر به لفظ الموادّ.

قال الشّارح البحرانی: لما کانوا غرقی فی محبّته عالمین بکمال عظمته و أنّ ما یرجونه من جوده أشرف المطالب و أربح المکاسب و ما یخشی من انقطاع جوده و نزول حرمانه أعظم المهالک و المعاطب، لا جرم دام رجائهم له و خضوعهم فی رقّ الحاجة إلیه و الفزع من حرمانه، و کان ذلک الخوف و الرّجاء هو مادّة استهتارهم بلزوم طاعته التی یرجعون إلیها من قلوبهم فلم ینقطع استهتارهم بلزومها.

 (لم تنقطع أسباب الشفقّة منهم فینوا فی جدّهم) أی لم تنقطع أسباب الخوف منهم فیفتروا فی الجدّ فی العبادة و أسباب الخوف هی حاجتهم إلیه سبحانه و افتقارهم إلی إفاضته وجوده، فانّ الحاجة الضّروریة إلی الغیر فی مطلوب یستلزم الخوف منه فی عدم قضائه و یوجب الاقبال علی الاستعداد بجوده بلزوم طاعته و القیام بوظایف عبادته.

 (و لم یأسرهم الأطماع فیؤثروا وشیک السّعی علی اجتهادهم) أی لم تجعلهم الأطماع اسراء و لیسوا مأسورین فی ربقة الطمع حتّی یختاروا السّعی القریب فی تحصیل المطموع من الدّنیا الفانیة علی اجتهادهم الطویل فی تحصیل السّعادة الباقیة کما هو شأن البشر، و ذلک لکون الملائکة منزّهین عن الشهوات و ما یلزمها من الاطماع الکاذبة.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 394

(و لم یستعظموا ما مضی من ذلک) قد مرّ معناه فی شرح قوله: و لم یتولهم الاعجاب آه و إنّما أعاد ذلک مع إغناء السّابق عنه و کفایته فی الدلالة علی نفی العجب للاشارة إلی دلیله و هو قوله (و لو استعظموا ذلک لنسخ الرجاء منهم شفقات و جلهم) یعنی أنهم لو استعظموا سالف أعمالهم لأوجب ذلک اغترارهم و زیادة رجائهم لثواب أعمالهم فیبطل ذلک و یزیل ما دات وجلهم و خوفهم، ألا تری أن الانسان إذا عمل لبعض الملوک عملا یستعظمه فانه یری فی نفسه استحقاق أجزل جزاء له و یجد التّطاول به فیهون ذلک ما یجده من خوفه، و کلّما ازداد استعظامه لخدمته ازداد اعتقاده فی قربه من الملک قوّة و بمقدار ذلک ینقص خوفه و یقلّ هیبته فی نظره، لکن الملائکة خائفون دائما لقوله سبحانه: «وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ»  فینتج أنّهم لا یستعظمون سالف عباداتهم (و لم یختلفوا فی ربّهم باستحواذ الشیطان علیهم) أی لم یختلفوا فیه من حیث الاثبات و النفی أو التعیین أو الصّفات کالتّجرّد و التجسّم و کیفیّة العلم و غیر ذلک، و قیل: أی فی استحقاق کمال العبادة، و المقصود نفی الاختلاف عنهم باستیلاء الشّیطان کما هو فی الانسان لأنّه: «لَیْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَی الَّذینَ آمَنُوا وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ، إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَی الَّذینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذینَ هُمْ بهِ مُشْرِکُونَ»  «1» (و لم یفرقهم سوء التقاطع) و التعادی و ترک البرّ و الاحسان (و لا تولّاهم غلّ التحاسد) الناشی من النفس الامارة بالحقد و العدوان (و لا شعّبتهم مصارف الرّیب) و وجوهات شکوک الأذهان (و لا اقتسمتهم أخیاف الهمم) و اختلافاتها لانحصار همّهم فی طاعة اللَّه الرّحیم الرّحمن (فهم اسراء الایمان لم یفکهم من ربقته زیغ) و جور (و لا عدول و لاونا) و وهن (و لا فتور)


 (1) اقتباس من الایة فی سورة الاسری، منه

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 395

ثمّ أشار علیه السّلام إلی کثرة الملائکة بقوله: (و لیس فی أطباق السموات موضع اهاب) و جلد (إلّا و علیه ملک ساجد) خاشع لربّه (أوساع) مسرع (حافد) فی طاعة معبوده (یزدادون علی طول الطاعة بربّهم علما) و یقینا (و تزداد عزّة ربّهم فی قلوبهم عظما) و کمالا.

استعاره بالکنایه قال الشّارح البحرانی: [إلّا و علیه ملک ساجد] اعلم أنّ للسماء ملائکة مباشرة لتحریکها، و ملائکة أعلی رتبة من اولئک هم الآمرون لهم بالتحریک، فیشبه أن یکون الاشارة بالساجدین منهم إلی الآمرین، و السجود کنایة عن کمال عبادتهم کنایة بالمستعار، و یکون الاشارة بالساعین المسرعین إلی المتولّین للتحریک، فأمّا زیادتهم بطول طاعتهم علما بربّهم فلما ثبت أنّ حرکاتهم إنما هو شوقیّة للتشبّه بملائکة أعلی رتبة منهم فی کمالهم بالمعارف الالهیة و ظهور ما فی ذواتهم بالقوّة إلی الفعل، و زیادة عزّة ربّهم عندهم عظما بحسب زیادة معرفتهم له تابعة لها.

أقول: و قد مضی الاشارة منّا إلی أنّ هذا کلّه مبنیّ علی الاصول الحکمیّة و عدول عن طریق الشریعة النبویّة علی صادعها آلاف الصّلاة و السّلام و التحیّة و قدّمنا الأخبار المناسبة للمقام فی شرح الفصل التّاسع من الخطبة الاولی فتذکّر.

و ینبغی تذییل المقام بأمرین مهمّین:

أحدهما فی عصمة الملائکة:

و هو مذهب أصحابنا الامامیّة رضوان اللَّه علیهم و علیه دلّت الآیات القرآنیّة و الأخبار الکثیرة من طرقنا، و لنقتصر علی روایة واحدة، و هو:

ما رواه فی الصّافی قال: قال الرّاوی: قلت لأبی محمّد علیه السّلام: فانّ قوما عندنا یزعمون أنّ هاروت و ماروت ملکان اختارتهما الملائکة لما کثر عصیان بنی آدم، و أنزلهما اللَّه مع ثالث لهما إلی الدّنیا، و أنهما افتتنا بالزّهرة و أراد الزنا و شربا الخمر و قتلا النفس المحرّمة؛ و أن اللَّه یعذّبهما ببابل، و أنّ السحرة منهما یتعلّمون السّحر و أنّ اللَّه مسخ تلک المرأة هذا الکوکب الذی هو الزّهرة.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 396

فقال الامام علیه السّلام: معاذ اللَّه من ذلک إنّ ملائکة اللَّه معصومون محفوظون من الکفر و القبایح بألطاف اللَّه تعالی قال اللَّه فیهم: «لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ» و قال: «وَ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ»  یعنی الملائکة «لا یَسْتَکْبرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا یَسْتَحْسرُونَ یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ»  و قال فی الملائکة أیضا: «بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ لا یَسْبقُونَهُ بالْقَوْلِ وَ هُمْ بأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ»  إلی قوله  «مُشْفِقُونَ» و مثله فی البحار عن یوسف بن محمّد بن زیاد و علیّ بن محمّد بن سیّار عن أبویهما أنهما قالا:

فقلنا للحسن أبی القائم علیهما السّلام: فانّ قوما إلی آخر الخبر، و رواه أیضا فی الاحتجاج عن أبی محمّد العسکری علیه السّلام مثله.

نعم فی بعض الرّوایات ما یدلّ علی خلاف ذلک، و هو ما رواه علیّ بن إبراهیم القمیّ (ره) عن أبیه عن الحسن بن محبوب عن علیّ بن رئاب عن محمّد بن قیس عن أبی جعفر علیه السّلام قال: سأله عطا و نحن بمکّة عن هاروت و ماروت، فقال علیه السّلام: إنّ الملائکة کانوا ینزلون من السّماء إلی الأرض فی کلّ یوم و لیلة یحفظون أعمال أوساط أهل الأرض من ولد آدم علیه السّلام و الجنّ و یسطرونها و یعرجون بها إلی السّماء قال: فضجّ أهل السّماء من معاصی أوساط أهل الأرض فتوامروا فیما بینهم ممّا یسمعون و یرون من افترائهم الکذب علی اللَّه تبارک و جرأتهم علیه و نزّهوا اللَّه تعالی ممّا یقول فیه خلقه و یصفون، فقال طائفة من الملائکة: یا ربّنا ما تغضب مما یعمل خلقک فی أرضک و ممّا یصفون فیک الکذب و یقولون الزّور و یرتکبون المعاصی، و قد نهیتهم عنها، ثمّ أنت تحلم عنهم و هم فی قبضتک و قدرتک و خلال عافیتک، قال علیه السّلام: فأحبّ اللَّه عزّ و جلّ أن یری الملائکة سابق علمه فی جمیع خلقه و یعرّفهم

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 397

ما منّ به علیهم ممّا عدل به عنهم من صنع خلقه و ما طبعهم علیه من الطاعة و عصمهم به من الذّنوب.

قال علیه السّلام: فأوحی اللَّه إلی الملائکة أن انتدبوا منکم ملکین حتّی اهبطهما إلی الأرض ثمّ أجعل فیهما من طبایع المطعم و المشرب و الشّهوة و الحرص و الأمل مثل ما جعلته فی ولد آدم، ثمّ اختبرهما فی الطّاعة، قال علیه السّلام: فندبوا لذلک هاروت و ماروت و کانا أشدّ الملائکة قولا فی العیب لولد آدم و استیثار غضب اللَّه علیهم.

قال علیه السّلام: فأوحی اللَّه إلیهما أن اهبطا إلی الأرض فقد جعلت فیکما من طبایع المطعم و المشرب و الشّهوة و الحرص و الأمل مثل ما جعلت فی ولد آدم قال علیه السّلام ثمّ أوحی اللَّه إلیهما: انظرا أن لا تشرکا بی شیئا و لا تقتلا النّفس الّتی حرّم اللَّه و لا تزنیا و لا تشربا الخمر.

قال علیه السّلام: ثمّ کشط «1» عن السّماوات السّبع لیریهما قدرته، ثمّ اهبطا إلی الأرض فی صورة البشر و لباسهم، فهبطا ناحیة بابل فرفع لهما بناء مشرف فأقبلا نحوه فاذا بحضرته امرأة جمیلة حسناء مزیّنة معطّرة مسفرة مقبلة.

قال علیه السّلام فلمّا نظرا إلیها و ناطقاها و تأملاها وقعت فی قلوبهما موقعا شدیدا لموضع الشّهوة التی جعلت فیهما، فرجعا إلیها رجوع فتنة و خذلان و راوداها عن نفسها، فقالت لهما: إنّ لی دینا أدین به و لیس أقدر فی دینی علی أن اجیبکما إلی ما تریدان إلّا أن تدخلا فی دینی الذی أدین به، فقالا لها: و ما دینک؟ قالت: لی إله من عبده و سجد له کان لی السبیل إلی أن اجیبه إلی کلّ ما سألنی، فقالا لها: و ما إلهک؟ قالت: إلهی هذا الصّنم.

قال علیه السّلام: فنظر أحدهما إلی صاحبه فقال: هاتان خصلتان مما نهینا عنها الشّرک و الزّنا، لأنّا إن سجدنا لهذا الصّنم و عبدناه أشرکنا باللّه و إنّما نشرک باللّه لنصل


 (1) الکشط رفعک الشی ء عن الشی ء عن الشی ء قد غشاه قال تعالی: و اذا السماء کشطت و کشط الجلّ من الفرس کشفه منه

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 398

إلی الزّنا و هو ذا نحن نطلب الزّنا فلیس نعطی إلّا بالشّرک.

فقال علیه السّلام: فائتمرا بینهما فغلبتهما الشّهوة التی جعلت فیهما، فقالا لها نجیبک إلی ما سألت، فقالت: فدونکما فاشربا هذا الخمر فانّه قربان لکما و به تصلان إلی ما تریدان، فائتمرا بینهما فقالا: هذه ثلاث خصال ممّا نهینا ربّنا عنها: الشرک و الزّنا، و شرب الخمر، و إنّما ندخل فی شرب الخمر و الشّرک حتّی نصل إلی الزّنا، فائتمرا بینهما فقالا: ما أعظم البلیّة بک قد أجبناک الی ما سألت، قالت:

فدونکما فاشربا من هذا الخمر، و اعبدا هذا الصّنم، و اسجدا له، فشربا الخمر و عبدا الصّنم ثمّ راوداها عن نفسها.

فلمّا تهیّأت لهما و تهیّآ لها دخل علیها سائل یسأل هذه، فلمّا رآهما و رأیاه ذعرا «1» منه، فقال لهما: إنکما لامرء آن ذعران، فدخلتما بهذه المرأة المعطّرة الحسناء إنکما لرجلا سوء، و خرج عنهما، فقالت لهما: و إلهی ما تصلان الآن إلیّ و قد اطلع هذا الرجل علی حالکما و عرف مکانکما، و یخرج الآن و یخبر بخبر کما و لکن بادرا إلی هذا الرجل فاقتلاه قبل أن یفضحکما و یفضحنی ثمّ دونکما فاقضیا حاجتکما و أنتما مطمئنّان آمنان.

قال علیه السّلام: فقاما إلی الرّجل فأدرکاه فقتلاه ثمّ رجعا إلیها فلم یریاها و بدت لهما سوآتهما و نزع عنهما ریاشهما و اسقطا «2» فی أیدیهما، فأوحی اللَّه إلیهما أن اهبطتکما إلی الأرض مع خلقی ساعة من النّهار فعصیتمانی بأربع من معاصی کلّها قد نهیتکما عنها و تقدّمت إلیکما فیها فلم تراقبانی و لم تستحییا منی، و قد کنتما أشدّ من نقم علی أهل الأرض بالمعاصی و استجرّ أسفی و غضبی علیهم لما جعلت فیکما من طبع خلقی و عصمتی إیّاکما من المعاصی فکیف رأیتما موضع خذلانی فیکما.

اختارا عذاب الدّنیا أو عذاب الآخرة، فقال أحدهما لصاحبه: نتمتّع من


 (1) ذعرا أی خافا منه

 (2) سقط فی یده و اسقط مضمومتین ظلّ و أخطا أو ندم و تحیّر، ق

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 399

شهواتنا فی الدّنیا إذ صرنا إلیها إلی أن نصیر إلی عذاب الآخرة، فقال الآخر: إنّ عذاب الدّنیا له مدّة و انقطاع و عذاب الآخرة قائم لا انقطاع له فلسنا نختار عذاب الآخرة الشدید الدّائم علی عذاب الدّنیا المنقطع الفانی.

قال علیه السّلام: فاختارا عذاب الدّنیا فکانا یعلّمان النّاس السّحر فی أرض بابل ثمّ لما علّما النّاس السّحر رفعا من الأرض إلی الهواء، فهما معذّبان منکّسان معلّقان فی الهواء إلی یوم القیامة، و رواه فی البحار عن العیّاشی عن محمّد بن قیس مثله، و بمعناه أخبار اخر، و یمکن حملها علی التقیّة، و یشعر به کون السائل فی هذه الرّوایة من علماء العامة.

و ما رواه فی البحار عن العلل عن الصّادق علیه السّلام فی حدیث قال: و أمّا الزّهرة فانّها کانت امرئة تسمّی ناهید (ناهیل خ ل) و هی الّتی تقول الناس إنّه افتتن بها هاروت و ماروت، فانّ فی نسبة افتتانهما إلی النّاس إشارة إلی ما ذکرناه کما لا یخفی.

و قال بعض أهل العرفان بعد ما أورد الرّوایات الدّالّة علی تکذیب أمر هاروت و ماروت و الرّوایات الدّالّة علی صحّة قصّتهما:

و الوجه فی الجمع و التوفیق أن یحمل روایات الصّحة علی کونها من مرموزات الأوائل و إشاراتهم، و أنّهم علیه السّلام لمّا رأوا أنّ حکاتها کانوا یحملونها علی ظاهرها کذّبوها ثمّ قال: و أمّا حلّها فلعلّ المراد بالملکین الرّوح و العقل فانّهما من العالم الرّوحانی اهبطا إلی العالم الجسمانی لاقامة الحقّ فافتتنا بزهرة الحیاة الدّنیا، و وقعا فی شبکة الشهوة، فشربا خمر الغفلة، و عبدا صنم الهوی، و قتلا عقلهما النّاصح لهما بمنع تغذیته بالعلم و التقوی، و محو أثر نصحه عن أنفسهما، و تهیّئا للزّنا ببغی الدّنیا الدّنیّة التی تلی تربیة النشاط و الطرب فیها الکوکب المسمّی بالزّهرة، فهربت الدّنیا منهما و فاتتهما لما کان من عادتهما أن تهرب من طالبیها لأنّها متاع الغرور و بقی اشراق حسنها فی موضع مرتفع بحیث لا تنالها ایدی طالبها ما دامت الزّهرة باقیة فی السّماء و حملهما حبّها فی قلبهما إلی أن وضعها طرائق مر السّحر و هو ما لطف مأخذه و دقّ، فخیّرا للتخلّص منها

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 400

فاختارا بعد التنبّه و عود العقل إلیهما أهون العذابین، ثمّ رفعا إلی البرزخ معذّبین و رأسهما بعد الی أسفل إلی یوم القیامة. هذا ما خطر بالبال فی حلّ هذا الرّمز و اللّه الهادی.

الثانی:

اختلف المسلمون فی أنّ الأنبیاء و الملائکة أیّهم أفضل أی أکثر ثوابا، فذهب أکثر الأشاعرة إلی أنّ الأنبیاء أفضل، و قال المعتزلة کما فی شرح المعتزلی إنّ نوع الملائکة أفضل من نوع البشر، و الملائکة المقرّبون أفضل من نوع الأنبیاء و لیس کلّ ملک عند الاطلاق أفضل من محمّد صلّی اللّه علیه و آله و سلّم، بل بعض المقرّبین أفضل منه، و هو صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أفضل من ملائکة اخری غیر الأوّلین.

و لا خلاف بین علماء الامامیّة قدّس اللّه أرواحهم فی أنّ الأنبیاء و الأئمّة صلوات اللّه علیهم أفضل من جمیع الملائکة، و أخبارهم علی ذلک مستفیضة، و قد حقّقوا ذلک فی کتب الاصول و لا حاجة لنا الآن إلی بسط الکلام فی ذلک المقام، و إنّما نقتصر علی روایة واحدة توضیحا للمرام.

و هو ما رواه الصّدوق فی کتاب إکمال الدّین و إتمام النّعمة قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعید الهاشمی، قال: حدّثنا فرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی قال: حدّثنا محمّد بن علیّ بن أحمد الهمدانی، قال: حدّثنی أبو الفضیل العبّاس ابن عبد اللّه البخاری، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهیم بن عبد اللّه بن القاسم بن محمّد بن أبی بکر، قال: حدّثنا عبد السّلام بن صالح الهروی عن علیّ بن موسی الرّضا علیه السّلام عن أبیه موسی بن جعفر عن أبیه جعفر بن محمّد عن أبیه محمّد بن علیّ عن أبیه علیّ بن الحسین عن أبیه الحسین بن علیّ عن أبیه علیّ بن أبی طالب علیهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: ما خلق اللّه خلقا أفضل منّی و لا أکرم علیه منّی قال علیّ علیه السّلام: فقلت: یا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرئیل؟ فقال: إنّ اللّه تبارک و تعالی

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 401

فضّل أنبیاءه المرسلین علی ملائکته المقزّبین و فضّلنی علی جمیع النّبیّین و المرسلین و الفصل بعدی لک یا علیّ و الأئمّة من بعدک، فانّ الملائکة لخدّامنا و خدّام محبّینا یا علیّ «الَّذینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بحَمْد رَبِّهِمْ  ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذینَ آمَنُوا» بولایتنا، یا علیّ لو لا نحن ما خلق اللّه آدم علیه السّلام و لا حوّا و لا الجنّة و لا النّار و لا السّماء و لا الأرض، و کیف لا نکون أفضل من الملائکة و قد سبقناهم إلی التّوحید و معرفة ربّنا عزّ و جلّ و تسبیحه و تقدیسه و تهلیله، لأنّ أوّل ما خلق اللّه عزّ و جلّ أرواحنا، فأنطقنا بتوحیده و تمجیده ثمّ خلق الملائکة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا امورنا فسبّحنا لتعلم الملائکة أنّا خلق مخلوقون و أنّه منزّه عن صفاتنا فسبّحت الملائکة لتسبیحنا و نزهته عن صفاتنا.

فلمّا شاهد و اعظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائکة أن لا إله إلّا اللّه فلمّا شاهدوا کبر محلّنا کبّرنا اللّه لتعلم الملائکة أنّ اللّه أکبر من أن تنال و أنّه عظیم المحلّ فلمّا شاهدوا ما جعل اللّه لنا من القدرة و القوّة قلنا: لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العلیّ العظیم، لتعلم الملائکة أن لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.

فلمّا شاهدوا ما أنعم اللّه به علینا و أوجبه من فرض الطاعة قلنا: الحمد للّه، لتعلم الملائکة ما یحقّ اللّه تعالی ذکره علینا من الحمد علی نعمه فقالت الملائکة الحمد للّه فبنا اهتدوا إلی معرفة اللّه و تسبیحه و تهلیله و تحمیده، ثمّ إنّ اللّه تبارک و تعالی خلق آدم علیه السّلام و أودعنا صلبه و أمر الملائکة بالسّجود له تعظیما لنا و إکراما، و کان سجودهم للّه عزّ و جلّ عبودیّة و لآدم إکراما و طاعة لکونه فی صلبه فکیف لا نکون أفضل من الملائکة و قد سجدوا لآدم علیه السّلام کلّهم أجمعون.

و أنّه لما عرج بی إلی السّماء أذّن جبرئیل علیه السّلام مثنی مثنی ثمّ قال: تقدّم یا محمّد، فقلت: یا جبرئیل تقدّم علیک؟ فقال: نعم لأنّ اللّه تبارک و تعالی

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 402

اسمه فضّل أنبیائه علی ملائکته أجمعین و فضّلک خاصّة، فتقدّمت و صلّیت بهم و لا فخر فلمّا انتهینا إلی حجب النّور قال لی جبرئیل علیه السّلام: تقدّم یا محمّد و تخلّف عنی، فقلت: یا جبرئیل فی مثل هذا الموضع تفارقنی؟ فقال: یا محمّد إنّ هذا انتهاء حدّی الّذی وضعه اللَّه لی فی هذا المکان فان تجاوزته احترقت أجنحتی لتعدّی حدود ربّی جلّ جلاله، فزّج بی ربّی زجّة فی النّور حتّی انتهیت إلی حیث ما شاء اللّه عزّ و جلّ من ملکوته.

فنودیت: یا محمّد، فقلت: لبّیک ربّی و سعدیک تبارکت و تعالیت؛ فنودیت یا محمّد أنت عبدی و أنا ربّک فإیّای فاعبد و علیّ فتوکّل فانّک نوری فی عبادی و رسولی إلی خلقی و حجّتی فی بریّتی، لمن تبعک خلقت جنّتی و لمن عصاک و خالفک خلقت ناری، و لأوصیائک أوجبت کرامتی، و لشیعتک أوجبت ثوابی.

فقلت: یا رب و من أوصیائی؟ فنودیت: یا محمّد إنّ أوصیائک المکتوبون علی ساق العرش، فنظرت و أنا بین یدی ربّی إلی ساق العرش فرأیت اثنا عشر نورا فی کلّ نور سطر أخضر مکتوب علیه اسم کلّ وصیّ من أوصیائی أوّلهم علیّ بن أبی طالب و آخرهم مهدیّ أمّتی.

فقلت: یا ربّ هؤلاء أوصیائی من بعدی؟ فنودیت: یا محمّد هؤلاء أولیائی و أحبّائی و أصفیائی حجّتی بعدک علی بریّتی، و هم أوصیاؤک و خلفاؤک و خیر خلقی بعدک، و عزّتی و جلالی لاظهرنّ بهم دینی، و لأعلینّ بهم کلمتی و لاطهّرنّ الأرض بآخرهم من أعدائی، و لا ملکنّه مشارق الأرض و مغاربها، و لأسخّرنّ له الرّیاح و لاذللنّ الرّقاب الصّغار، و لا رقبه فی الأسباب، و لأنصرنّه بجندی، و لأمدّنه بملائکتی حتّی یعلو دعوتی و یجمع الخلق علی توحیدی، ثمّ لأدیمنّ ملکه و لأداولنّ الأیام بین أولیائی إلی یوم القیامة.

و الحمد للّه ربّ العالمین و الصّلاة علی نبیّنا محمّد و آله الطّیبین الطاهرین و سلّم تسلیما و إنّما ذکرت الرّوایة بطولها مع کون ذیلها خارجا عن الغرض لتضمّنه مناقب أهل البیت الأطهار، و کونه نصّا فی خلافة الأئمة الأبرار و لعا منّی بایراد

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 6، ص: 403

فضایلهم و مناقبهم ما تعاقب علی اللّیل و النّار، سلام اللّه علیهم أجمعین، و لعنة اللّه علی أعدائهم و منکری فضائلهم إلی یوم الدّین.

الترجمة:

بتحقیق که اخذ نموده اند صاحب عرش را ذخیره بجهة روز حاجت شان، و قصد کرده اند او را نزد بریده شدن خلق بسوی مخلوقات برغبتشان، قطع نمی توانند کنند پایان غایه عبادت او را، و باز نمی گرداند ایشان را حرص و محبّت بلزوم طاعت او مگر بسوی مادّهائی که بریده نمی شوند آن مادّها که از دل ایشانست که عبارت اند از خوف و رجا آن، بریده نشده اسباب ترس از ایشان تا سست شوند در جدّ و جهد خودشان.

و أسیر ننموده ایشان را طمعهای دنیوی تا این که اختیار نمایند سعی نزدیک در تحصیل دنیا را بر کوشش خودشان در تحصیل سعادت آخرت، و بزرگ نمی شمارند آنچه که گذشته از اعمال ایشان، و اگر بزرک شمارند أعمال خودشان هر آینه باطل و زایل می نماید رجاء و امیدواری ایشان ترسهای ایشان را، و اختلاف نمی نمایند در ذات و صفات پروردگار بسبب غلبه شیطان بر ایشان، و پراکنده نساخته ایشان را بدی بریدن از یکدیگر، و مالک نشده ایشان را خیانت حسد بردن بیکدیگر، و متفرّق نساخته ایشان را مواضع صرف شکّ و کمان، و منقسم نگردانیده ایشان را اختلافهای همّتها.

پس ایشان أسیران ایمانند که رها ننموده ایشان را از بند ایمان میل نمودن از حق و نه عدول کردن از منهج صدق و نه سستی در عبادت و نه کاهلی در طاعت، و نیست در طبقهای آسمان جای پوستی مگر که بر او است ملک سجد، کننده یا سعی نماینده شتابنده که زیاده می گردانند بر درازی طاعت بپروردگار خودشان علم و یقین را، و افزون می گرداند عزّت کردگار ایشان در دلهای ایشان عطم و شأن را.