[hadith]العِظَةُ بالتقوی:

فَاعْتَصِمُوا بتَقْوَی اللَّهِ، فَإِنَّ لَهَا حَبْلًا وَثِیقاً عُرْوَتُهُ وَ مَعْقِلًا مَنِیعاً ذرْوَتُهُ؛ وَ بَادرُوا الْمَوْتَ وَ غَمَرَاتِهِ وَ امْهَدُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ وَ أَعِدُّوا لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ، فَإِنَّ الْغَایَةَ الْقِیَامَةُ وَ کَفَی بذَلِکَ وَاعِظاً لِمَنْ عَقَلَ وَ مُعْتَبَراً لِمَنْ جَهِلَ، وَ قَبْلَ بُلُوغِ الْغَایَةِ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ ضِیقِ الْأَرْمَاس وَ شدَّةِ الْإِبْلَاس وَ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ رَوْعَاتِ الْفَزَعِ وَ اخْتِلَافِ الْأَضْلَاعِ وَ اسْتِکَاکِ الْأَسْمَاعِ وَ ظُلْمَةِ اللَّحْد وَ خِیفَةِ الْوَعْد وَ غَمِّ الضَّرِیحِ وَ رَدْمِ الصَّفِیحِ.[/hadith]

فاعتصموا بتقوی اللّه فإنّ لها حبلا وثیقا عروته، و معقلا منیعا ذروته، و بادروا الموت و غمراته، و امهدوا (و أمهدوا خ) له قبل حلوله، و أعدّوا له قبل نزوله، فإن الغایة القیمة، و کفی بذلک واعظا لمن عقل، و معتبرا لمن جهل، و قبل بلوغ الغایة ما تعلمون: من ضیق الأرماس، و شدّة الإبلاس، و هول المطّلع و روعات الفزع و اختلاف الأضلاع، و استکاک الأسماع، و ظلمة اللّحد، و خیفة الوعد و غمّ الضّریح، و ردم الصّفیح.

اللغة:

و (المعقل) بفتح المیم و کسر القاف قریب من الحصن و یطلق علی الملجأ و (الذّروة) بضمّ الذال و کسرها من کلّشیء أعلاه و (مهد) الرّجل مهدا من باب منع کسب و عمل و مهده کمنعه بسطه و هیّأه و المهد للصّبی السّریر الذی هیّأ له و یقال بالفارسیّة گهواره، فی نسخة الشارح المعتزلی و أمهدوا له من باب الافعال أی اتّخذوا له مهادا أی بساطا و فراشا قال سبحانه: «وَ لَبئْسَ الْمِهادُ» أی بئس ما مهّد لنفسه فی معاده.

و (الرمس) التراب تسمیته بالمصدر ثمّ سمّی به القبر و یجمع علی أرماس و رموس مثل فلس و فلوس و رمست المیّت رمسا من باب قتل دفنته و أرمسته بالألف لغة

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 186

و (ابلس) الرّجل ابلاسا حزن و سکت من غم و ابلس فلان آیس قال تعالی  «فَلَمَّا نَسُوا ما» و منه سمّی ابلیس لإیاسه من رحمة اللّه تعالی.

تشبیه و (طلع) الشمس طلوعا ظهر قال الفیومی و کلّ ما بدا لک من علوّ فقد طلع علیک، و طلعت الجبل طلوعا یتعدّی بنفسه أی علوته و طلعت فیه رفعته و اطلعت زیدا علی کذا مثل أعلمته وزنا و معنی فاطلع علی افتعل أی اشرف علیه و علم به، و المطّلع مفتعل اسم مفعول موضع الاطلاع من المکان المرتفع إلی المکان المنخفض و هول المطّلع من ذلک شبه ما یشرف علیه من امور الاخرة بذلک، و قال الطریحی و فی الدّعاء و أعوذ بک من هول المطّلع، بتشدید الطاء المهملة و الباء للمفعول أمر الاخرة و موقف القیامة الذی یحصل الاطلاع علیه بعد الموت.

و (استکت) مسامعه أی صمتت و (اللّحد) الشقّ فی جانب القبر و الجمع لحود مثل فلس و فلوس و اللّحد بالضمّ لغة و جمعه ألحاد مثل قفل و أقفال و لحدت اللحد لحدا من باب منع حفرته و لحدت المیّت و ألحدته جعلته فی اللّحد.

و (غمّه) الشیء غمّا من باب قتل غطاه و منه قیل للحزن غمّ لأنّه یغطی السرور و (ردمت) الثلمة و نحوها ردما من باب قتل سددتها و (صفح) السّیف بفتح الصاد و ضمّها عرضه، و هو خلاف الطول، و الصفح بالفتح من کلّ شیء جانبه، و الصّفحة مثله و یقال لکلّ شیء عریض صفیحة و صفیح و منه الصّفیح الأعلی للسّماء.

الاعراب:

و قوله: و قبل بلوغ الغایة، ظرف مستقرّ متعلّق بمقدّر فی محلّ الرّفع علی الخبر قدّم علی مبتدئه و هو قوله: ما تعلمون أی ما تعلمونه حاصل قبل بلوغ الغایة، و جملة المبتدأ و الخبر فی محلّ النصب حال من فاعل کفی و الرابط للحال هو الواو، و العجب من الشارح البحرانی أنه جعل الواو للعطف و قال: قوله: و قبل بلوغ الغایة ما تعلمون عطف علی قوله قبل نزوله، و فیه من السماجة ما لا یخفی و من فی قوله: من ضیق بیان لما.

المعنی:

و لما ذکر الغرض الأصلی من البعثة و الرسالة و هو الدّعوة إلی الدّین و الطاعة و نبّه علی أنّ جهاد الکافرین قد کان لحمایة الدّین أردف ذلک بأمر المؤمنین بحمایة حماه و المواظبة علیه اجابة لدعوة الرسول و قضاء لحقّ ما لهم من الایمان فقال:

 (فاعتصموا بتقوی اللّه) الّتی هی الزاد و بها المعاد، زاد رابح و معاد منجح و تقواه عبارة عن طاعته و عبادته و خشیته و هیبته و هی عاصمة مانعة من عذاب النار و غضب الجبار، و لذلک أمرهم بالاعتصام بها و علّله بقوله استعاره تحقیقیة مرشحة (فانّ لها حبلا وثیقا عروته) أی محکما مقبضه لا یخشی من انفصامه، و استعار لفظ الحبل لدین الاسلام و هو

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 192

استعارة تحقیقیة و رشّحها بالوصف لوثاقة العروة و الجامع أنّ التّمسک بدین الاسلام سبب النجاة عن الرّدی کما أنّ التمسّک بالحبل الموثوق به سبب السّلامة عن التردی.

و قد وقع نظیر هذه الاستعارة فی الکتاب الکریم قال تعالی  یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وَ اعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا أی بدینه الاسلام و الایمان به.

قال فی الکشاف: قولهم اعتصمت بحبله یجوز أن یکون تمثیلا لاستظهاره به و وثوقه بحمایته بامتساک المتدلی من مکان مرتفع بحبل وثیق یأمن انقطاعه. و أن یکون الحبل استعارة لعهده و الاعتصام لوثوقه بالعهد، أو ترشیحا لاستعارة الحبل بما یناسبه و المعنی و اجتمعوا علی استعانتکم باللّه و وثوقکم به و لا تفرّقوا عنه، أو و اجتمعوا علی التمسک بعهده إلی عباده و هو الایمان و الطاعة.

و ربما استعیر للاسلام لفظ العروة قال تعالی «فَمَنْ یَکْفُرْ بالطَّاغُوتِ وَ یُؤْمِنْ باللَّهِ فَقَد اسْتَمْسَکَ بالْعُرْوَةِ الْوُثْقی لَا انْفِصامَ لَها» قال الصّادق علیه السّلام: هی الایمان باللّه وحده لا شریک له.

و قال تعالی أیضا «وَ مَنْ یُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَی اللَّهِ وَ هُوَ مُحْسنٌ فَقَد اسْتَمْسَکَ بالْعُرْوَةِ الْوُثْقی» .

و بالجملة فقد أمر أمیر المؤمنین علیه السّلام بالاعتصام بالتقوی معلّلا بأنّ لها حبلا وثیق العروة، ففیه تنبیه علی أنّ المعتصم بالتقوی متمسک بالحبل المتین و العروة الوثقی التی لیس لها انفصام و لا انقطاع، و هو الدّین القویم و الحنیفیّة البیضاء، فیستفاد منه أنّ من لم یعتصم بها لم یتمسّک بالعروة الوثقی فقد ضلّ و غوی و تهوّر فی النار و تردّی کما صرّح علیه السّلام به فی المختار المأة و السادس بقوله «فمن یبتغ غیر الاسلام دینا تتحقّق شقوته و تنفصم عروته و تعظم کبوته و یکن مابه الحزن الطویل و العذاب الوبیل، هذا

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 193

و علل اخری بقوله استعاره  (و معقلا منیعا ذروته) أی ملجئا مانعا أعلاه لمن التجأ إلیه من نیل المکروه.

و الظاهر أنه استعار لفظ المعقل لمقام القرب من الحقّ فکما أنّ المعقل یمنع الملتجیء إلیه من اصابة السّوء فکذلک التقرّب إلی اللّه سبحانه یمنع المتقرّب من نیل المکاره و المساوی، فیکون محصّل المعنی أنّ من اعتصم بالتقوی فقد التجأ إلی معقل منیع و حصن حصین و ذلک الحصن هو رضوان اللّه سبحانه و الزلفی لدیه.

قال سبحانه «لِلَّذینَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدینَ فِیها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ..»  و قال  «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدینَ فِیها وَ مَساکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَکْبَرُ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ» هذا.

و قد شبّه علیه السّلام نفس التقوی بالحصن و الحرز فی بعض کلماته و هو قوله فی المختار المأة و الأربعة و الخمسین: اعلموا عباد اللّه أنّ التقوی دار حصن عزیز و الفجور دار حصن ذلیل لا یمنع أهله و لا یحرز من لجأ إلیه.

و لما أمر بالاعتصام بالتقوی عقّبه و أکّده بالأمر بالمسارعة إلی الموت فقال (و بادروا الموت و غمراته) أی شدائده و سکراته، و معنی المبادرة إلیه المسارعة إلیه بالخیرات و الصّالحات قال سبحانه  «فَاسْتَبقُوا الْخَیْراتِ* وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ»  أی سارعوا إلی أسباب المغفرة و موجباتها و هی الأعمال الصّالحة لتکون زادا للموت و لما بعده من الشدائد و الأهوال.

ففی الحقیقة أمره علیه السّلام بمبادرة الموت إلزام بالسّرعة إلی تهیئة الأسباب و المقدّمات النافعة عند قدومه، و إلّا فلموت کلّ أحد أجل معیّن لا یتقدّم علیه و لا یتأخّر، و هو کذلک فلا یتصوّر فیه المسارعة و البدار قال سبحانه  «وَ لِکُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا یَسْتَأْخِرُونَ»*.

و یوضح ما قلناه قوله علیه السّلام  (و امهدوا له قبل حلوله) فانّه توضیح و تفسیر للفقرة السابقة، أی اعملوا له و اکتسبوا من صالح الأعمال لأجله قبل حلوله.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 194

(و أعدّوا له قبل نزوله) أی هیّؤوا له من الحسنات و الصالحات قبل نزوله، لأنّه إذا نزل و الزاد معدّ و الأسباب ممهّدة و المقدّمات مهیّأة فلا یکون فی نزوله تکلّف و لا محنة، بل یکون بمنزلة ضیف عزیز فی قدومه قرّة عین للمضیف لکونه واسطة للوصول إلی محبوبه و النیل إلی مطلوبه و للخروج من دار الفناء إلی دار البقاء و من بیت الذّلّ و المحنة إلی بیت العزّ و المنعة، و من مجالسة الأشرار إلی مرافقة الأبرار.

فطوبی لمن کان موته سببا للنزول علی حظایر القدس و مجالس الانس، و ویل لمن لم یمهد الزاد و لم یدّخر للمعاد و قدم علیه موته بلا مهاد فأخرجه إلی بیت وحدة و منزل وحشة و مفرد غربة، فصار له من الصفح أجنان و من التراب أکفان و من الرّفات جیران، فقارب و سدّد و اتّق اللّه وحده و لا تستقلّ الزاد فالموت طارق هذا.

و علّل البدار إلی الموت و أخذ الزاد و المهاد له بقوله  (فانّ الغایة القیامة) إنذارا و تحذیرا بذکر الغایة، و تنبیها علی أنّ البلیة لیست منحصرة فی الموت و الأمر بأخذ الزاد لیس لأجله فقط، بل هو أوّل منازل الاخرة و الداهیة الدّهیاء و المصیبة العظماء آخر منازلها و هو یوم القیامة التی إلیها مصیر الخلایق  «یَوْمَ یَکُونُ النَّاسُ کَالْفَراش الْمَبْثُوثِ وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش» «یَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ کُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النَّاسَ سُکاری وَ ما هُمْ بسُکاری وَ لکِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدیدٌ».

 (و کفی بذلک واعظا لمن عقل) أی کفی ذکر الموت و غمراته و القیامة و شدائدها، واعظا للعقلاء (و معتبرا لمن جهل) أی محلّ عبرة للجهلة و الغافلین.

 (و) الحال أنّ  إتیان المسند إلیه بالموصول (قبل بلوغ الغایة ما تعلمون) و هو تحذیر بأهوال البرزخ و دواهیه.

و فی إتیان المسند إلیه بالموصول و إبهامه من التهویل و التفخیم ما لا یخفی، مثل قوله سبحانه  «فَغَشیَهُمْ مِنَ الْیَمِّ ما غَشیَهُمْ».

ثمّ فسّر هذه الأهوال و فصّلها، لأنّ ذکر الشیء مبهما ثمّ مفسّرا أوقع فی النفوس فقال:

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 195

(من ضیق الأرماس) و القبور (و شدّة الابلاس) أی الهمّ و الغمّ و الحزن بمفارقته من المال و الأولاد و الوطن و انقطاعه من الأحباب و احتباسه فی سجن التراب (و هول المطّلع) أی هول موقف الاطلاع و مقام الاشراف علی الامور الاخرویّة من الأهوال و الأفزاع الّتی کان غافلا عنها و کانت محجوبة منه فاطلع علیها و عاینها بعد الموت و ارتفاع الحجاب قال تعالی «فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدیدٌ».

 (و روعات الفزع) أی تارات الخوف و مرّاته قال الشارح البحرانی: و إنّما حسن إضافة روعات إلی الفزع و إن کان الرّوع هو الفزع باعتبار تعدّدها و هی من حیث هی آحاد مجموع أفراد مهیّة الفزع فجازت إضافتها إلیها.

أقول: و مثل هذه الاضافة فی کلامه علیه السّلام غیر عزیز کقوله: و سکائک الهواء فی الخطبة الأولی، و قوله علیه السّلام: لنسخ الرجاء منهم شفقات و جلهم، فی الخطبة التسعین.

و ما ذکره الشارح من العلّة غیر مطّرد إذ قد ورد فی کلامه علیه السّلام لفظة رخاء الدّعة و هو من إضافة الشیء إلی نفسه بدون تعدّد فی المضاف.

قال نجم الأئمة الرّضی و أمّا الاسمان اللّذان لیس فی أحدهما زیادة فائدة کشحط النوی و لیث أسد فالفراء یجوز إضافة أحدهما للتخفیف: قال: إنّ العرب یجیز إضافة الشیء إلی نفسه إذا اختلف اللفظان، ثمّ قال الرضیّ: و الانصاف أنّ مثله لا یمکن دفعه و لو قلنا إنّ بین الاسمین فی کلّ موضع فرقا لاحتجنا إلی تعسفات کثیرة.

 (و اختلاف الأضلاع) أی اشتباکها الحاصل بضغطة القبر (و استکاک الأسماع) أی صممها الحاصل من شدّة الأصوات الهائلة (و ظلمة اللّحد و خیفة الوعد) أی خوف العذاب الموعود الّذی وعده اللّه فی کتابه و ألسنة رسله (و غمّ الضریح) أی الکرب الحاصل بضیق القبر بعد فتحه المنازل الدّنیویّة (و ردم الصّفیح) أی سدّ الحجر العریض الّذی یسدّ به اللّحد.

و هذا کلّه تحذیر للمخاطبین بما یحلّ علیهم بعد الموت و تذکیر بأنهم سوف

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 196

ینزلون من ذروة القصور فی وهدة القبور، و یستبدلون بظهر الأرض بطنا، و بالسعة ضیقا، و بالأهل غربة، و بالأمن خوفا، و بالانس وحشة، و بالنور ظلمة، و صارت الأجساد شحبة بعد بضّتها و العظام نخرة بعد قوّتها، لیس لهم من عقوبات البرزخ فترة مریحة، و لا رعدة مزیحة، و لا قوّة حاجزة، و لا موتة ناجزة، بین أطوار الموتات، و عقوبات الساعات.

الترجمة:

پس تمسّک نمائید بتقوی و پرهیزکاری از جهت این که مر تقوی را است ریسمانی که محکم است گوشه آن، و پناه گاهی که مانع است بلندی آن، و مبادرت نمائید بسوی مرگ در سختیهای آن، و مهیا نمائید از برای آن مرگ پیش از حلول کردن او، و آماده نمائید از برای آن قبل از نازل شدن او، پس بدرستی که منتها إلیه خلایق قیامت است، و کفایت میکند مرگ و قیامت در حالتی که واعظ است مر صاحب عقل را در حالتی که محلّ عبرتست مر صاحب جهل را.

و پیش از رسیدن غایة که قیامت است آن چیزیست که می دانید شما از تنگی قبرها، و شدّت مأیوسی، و ترس محلّ اطلاع و ترسهای فزع عذاب و بهم در رفتن استخوانها از فشار قبر، و کر شدن گوشها، و تاریکی لحد گور، و ترس وعده عذاب و پوشانیدن شکاف قبر، و استوار کردن سنگهای بالای لحد.