[hadith]و من کلام له (علیه السلام) لمّا عَزَم علی لقاء القوم بصفّین‏:

الدعاء:

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْجَوِّ الْمَکْفُوفِ، الَّذی جَعَلْتَهُ مَغِیضاً لِلَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مَجْرًی لِلشَّمْس وَ الْقَمَرِ وَ مُخْتَلَفاً لِلنُّجُومِ السَّیَّارَةِ، وَ جَعَلْتَ سُکَّانَهُ سبْطاً مِنْ مَلَائِکَتِکَ لَا یَسْأَمُونَ مِنْ عِبَادَتِکَ، وَ رَبَّ هَذهِ الْأَرْضِ الَّتِی جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلْأَنَامِ وَ مَدْرَجاً لِلْهَوَامِّ وَ الْأَنْعَامِ وَ مَا لَا یُحْصَی مِمَّا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی، وَ رَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسی الَّتِی جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ اعْتِمَاداً؛ إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَی عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْیَ وَ سَدِّدْنَا لِلْحَقِّ، وَ إِنْ أَظْهَرْتَهُمْ عَلَیْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْنَا مِنَ الْفِتْنَةِ.

الدعوة للقتال‏:

أَیْنَ الْمَانِعُ لِلذِّمَارِ وَ الْغَائِرُ عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ مِنْ أَهْلِ الْحِفَاظِ؟ الْعَارُ وَرَاءَکُمْ وَ الْجَنَّةُ أَمَامَکُمْ‏.[/hadith]

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 120

و من خطبة له علیه السّلام و هی المأة و السبعون من المختار فی باب الخطب و ذلک فی الیوم الرّابع من الوقعة سابع شهر صفر من سنة سبع و ثلاثین علی ما یأتی فی روایة نصر بن مزاحم و رویته عنه باختلاف تطلع علیه:

أللّهمّ ربّ السّقف المرفوع، و الجوّ المکفوف، الّذی جعلته مغیضا للّیل و النّهار، و مجری للشّمس و القمر، و مختلفا للنّجوم السّیّارة، و جعلت سکانه سبطا من ملائکتک لا یسأمون من عبادتک. و ربّ هذه الأرض الّتی جعلته قرارا للأنام، و مدرجا للهوامّ و الأنعام، و ما لا یحصی ممّا یری و ما لا یری. و ربّ الجبال الرّواسی الّتی جعلتها للأرض أوتادا، و للخلق اعتمادا إن أظهرتنا علی عدوّنا فجنّبنا عن البغی و سدّدنا للحقّ، و إن أظهرتهم علینا فارزقنا الشّهادة، و اعصمنا من الفتنة. أین المانع للذّمار، و الغائر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ العار (النّار خ ل) وراءکم و الجنّة أمامکم. (36202- 36100)

اللغة:

(غاض) الماء یغیض غیضا و مغاضا قلّ و نقص قال سبحانه  وَ غِیضَ الْماءُ و قال  وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ  أی ما تنقص من تسعة أشهر و الغیضة الأجمة و مجتمع الشجر و (الذّمار) ما یلزمک حفظه من الأهل و المال و الولد و (غار) علی امرأته و هی علیه تغار غیرة و غیرا و غارا و غیارا فهو غائر و غیران و هی غیری.

الاعراب:

جملة لا یسأمون فی محلّ النّصب صفة لقوله سبطا أو حال لأنّه نکرة غیر محضة، فیجوز فی الجملة التالیة لها الوجهان کما صرّح به علماء الأدبیّة و لو وقعت بعد النکرة المحضة فوصف فقطّ و بعد المعرفة المحضة فحال لا غیر.

المعنی:

اعلم أنّ اللّازم علی العبد أن یکون توجّهه فی جمیع حالاته من الشدّة و الرّخاء، و السرّاء، و الضرّاء، و الضیق و السعة، إلی معبوده لا سیّما حالة البؤس

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 121

و الشدّة لأنّ دفع الضّرر الموجود و المتوقّع واجب عقلا و نقلا مع القدرة، و الدّعاء محصّل لذلک و هو مقدور فیجب المصیر إلیه.

أمّا مقدوریّته فلا غبار علیه، و أمّا أنه محصّل لذلک فلما دلّت علیه الأدلّة النقلیّة من الکتاب و السنّة من أنّه یدفع به البلاء الحاصل، و یکشف به السوء النازل.

قال سبحانه: «وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً» و قال: «أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشفُ السُّوءَ».

و قال الکاظم علیه السّلام علیکم بالدّعاء فانّ الدعاء و الطّلب إلی اللّه یردّ البلاء و قد قدّر و قضی فلم یبق إلّا إمضاؤه فاذا دعی اللّه و سئل صرفه صرفه.

و روی زرارة عن أبی جعفر علیه السّلام قال: ألا أدلّکم علی شیء لم یستثن فیه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله قلت: بلی، قال: الدّعاء یردّ القضاء و قد ابرم إبراما و ضمّ أصابعه.

و عن سیّد العابدین علیه السّلام إنّ الدّعاء و البلاء لیتواقفان إلی یوم القیامة إنّ الدّعاء لیردّ البلاء و قد ابرم إبراما.

و عنه علیه السّلام الدّعاء یدفع البلاء النازل، و ما لم ینزل.

و قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: ألا أدلّکم علی سلاح ینجیکم من أعدائکم و یدرّ أرزاقکم؟ قالوا بلی یا رسول اللّه، قال: تدعون ربّکم باللّیل و النهار و قال: سلاح المؤمن الدّعاء.

و قال أمیر المؤمنین علیه السّلام الدّعاء ترس المؤمن، و متی تکثر قرع الباب یفتح لک.

و قال الصّادق علیه السّلام الدّعاء أنفذ من السنان الحدید.

هذا کلّه مضافا إلی ما تقدّمت فی شرح الکلام السّادس و الأربعین من الأدلّة الواردة فی الحثّ و الترغیب علیه.

إذا عرفت ذلک فأقول: لما کان مقام الحرب و الجدال، و لقاء الشجعان و الأبطال أحقّ المواقع الّتی یتوسل فیها إلی اللّه بالتخلّص إلیه، و التوجّه له، و کان الدّعاء

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 122

إلیه بمقتضی الأدلّة السّابقة أفضل ما یتوقّی به من الدّواهی و المکاره، و ترس من الأعداء و جنّة لا شیء أوقی منه، و أنفذ علیهم من السّنان الحدید، و أشدّ تأثیرا من الضرب بالمشرفیّ و المهنّد و الطعن بالخطی و القنی المسدّد لا جرم توجّه أمیر المؤمنین علیه السّلام إلیه سبحانه بالدّعاء لما عزم لقاء القوم بصفّین  «1» فقال:

حقیقت- استعاره (أللّهمّ ربّ السقف المرفوع) أی السّماء الّتی رفعها بغیر عمد ترونها، و إطلاق السقف علیها إمّا حقیقة أو من باب الاستعارة تشبیها لها بسقف البیت فی الارتفاع و الاحاطة مجاز (و الجوّ المکفوف) أی الفضاء الذی کفّها بقدرته و جعله محلّا لسماواته و أرضه.

قال الشّارح البحرانی بعد تفسیر السقف المرفوع بالسّماء و کذلک الجوّ المکفوف قال الشارح المعتزلی الجوّ المکفوف السّماء أیضا کفّه أی جمعه و ضمّ بعضه إلی بعض، و یمرّ فی کلامه علیه السّلام نحو هذا و أنّ السّماء هواء جامد أو ماء جامد انتهی.

و فیه نظر لما قد دلّت علیه الفصل الثامن من الخطبة الاولی صریحا أنّ الجوّ غیر السّماء و أنّه محلّ لها حیث قال علیه السّلام هناک:

ثمّ أنشأ سبحانه فتق الأجواء و شقّ الأرجاء و سکائک الهواء- إلی أن قال:- فرفعه فی هواء منفتق، و جوّ منفهق فسوّی منه سبع سماوات. فانظر ما ذا تری، هذا.

مضافا إلی أنّ کون الجوّ بمعنی السماء لم یذکره أحد من اللّغویّین و غیرهم فیما رأیتهم بل هم بین مفسّر له بالهواء و بین مفسّر بالفضاء و بعضهم بما بین السّماء و الأرض اللّهمّ إلّا أن یوجّه ما ذکره الشارحان بأنّه ارید منه فی خصوص هذا المقام السّماء مجازا بعلاقة الحال و المحل أو المجاورة بقرینة قوله (الذی جعلته


 (1) فی الکافی عن علیّ بن ابراهیم عن أبیه عن النوفلی عن السکونی عن أبی عبد اللّه (ع) قال قال أمیر المؤمنین (ع) اغتنموا الدعاء عند أربع: عند قراءة القرآن، و عند الاذان، و عند نزول الغیث، و عند التقاء الصفّین للشهادة (منه).

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 123

مغیضا للّیل و النهار) مع المعطوفات علیه التالیة له فانّ هذه کلّها من أوصاف السّماء فلا بدّ من ارتکاب المجاز حتّی یصحّ الوصف بها إذ علی إرادة الحقیقة امتنع جعلها صفاتا له و احتمال کونها صفاتا للسقف المرفوع مدفوع باستلزامه الفصل بین التابع و المتبوع بالأجنبیّ و هو خلاف القواعد الأدبیّة فافهم.

و کیف کان فمعنی کونه مغیضا للّیل و النهار أنّه محلّ لنقصان کلّ منهما مع زیادة الاخر و ذلک لأنّ حصول اللّیل إنّما هو بحرکة الشّمس عن فوق الأرض إلی ما تحتها، و حصول النّهار بحرکتها عن تحتها إلی ما فوقها، و بکیفیّة حرکتها فی الفلک یختلفان زیادة و نقصانا.

فکلّما قرب الشمس إلی المعدّل یطول النهار و یقصر اللّیل و کلّما بعدت یکون بالعکس قال سبحانه فی سورة لقمان: «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ یُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ»  و فی الزّمر «یُکَوِّرُ اللَّیْلَ عَلَی النَّهارِ وَ یُکَوِّرُ النَّهارَ عَلَی اللَّیْلِ»  و لذلک تری کلّ بلد یکون عرضه الشمالی أکثر یکون أیّامه الصّیفیّة أطول و لیالیه الصّیفیة أقصر و أیّامه و لیالیه الشتویة بالضدّ من ذلک.

فلما کان ظلام اللّیل و ضوء النّهار و اختلافهما فی الطول و القصر و الزیادة و النقصان باختلاف حرکة الشّمس، و کان محلّ الحرکة هو السّماء صحّ بذلک الاعتبار جعله مغیضا لهما. و یقرب ممّا ذکرته ما قاله استعاره [الذی جعلته مغیضا للّیل و النهار] الشارح البحرانی فانّه بعد تفسیره المغیض بالمغیب قال: لأنّ الفلک بحرکته المستلزمة لحرکة الشمس إلی وجه الأرض یکون سببا لغیبوبة اللیل و استلزام حرکته لحرکتها عن وجه الأرض یکون سببا لغیبوبة النهار فکان کالمغیض لهما فاستعار له لفظ المغیض.

و أمّا ما قاله الشارح المعتزلی من أنّ معناه أنّه جعله غیضة لهما و هی فی الأصل الأجمة یجتمع إلیها الماء و ینبت فیها الشجر کأنّه جعل الفلک کالغیضة و اللّیل و النّهار کالشجر النابت فیها، و وجه المشارکة تولّد الشجر من الغیضة و تولّد اللّیل و النهار من جریان الفلک فلیس بشیء کما لا یخفی هذا.

و قوله: (و مجری للشمس و القمر) أی محلّا لجریانهما قد ظهر تفصیل الکلام

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 124

فیه فی شرح الفصل الثامن من الخطبة الاولی کما تقدّم تفصیلا و الکلام فی قوله (و مختلفا للنجوم السیّارة) أی محلّا لاختلافها فی السّیر بالسرعة و البطؤ و الحرکة المخصوصة لکلّ منها فی شرح الفصل المذکور أیضا و کذا فی شرح الفصل الرابع من الخطبة التسعین فلیراجع المقامین (و جعلت سکّانه سبطا) أی قبیلا (من ملائکتک لا یسأمون من «عن خ» عبادتک) و قد عرفت أیضا شرح حال الملائکة و اختلاف فرقها و عدم ملالهم من عبادة الربّ سبحانه فی شرح الفصل التاسع من الخطبة الأولی و الفصل الخامس من الخطبة التسعین.

 (و ربّ هذه الأرض الّتی جعلتها قرارا للأنام و مدرجا للهوامّ) و الحشرات (و الأنعام) و البهایم (و ما لا یحصی) من المصنوعات العجیبة و المخلوقات الغریبة (ممّا یری و ممّا لا یری) و تقدّم الکلام فی عجائب خلقة الأرض و دحوها علی الماء و المنافع التی للنّاس فیها فی شرح الفصل السادس من الخطبة التسعین.

قال الشّارح البحرانی قال بعض العلماء من أراد أن یعرف حقیقة قوله ما یری و ما لا یری فلیوقد نارا صغیرة فی فلاة فی لیلة صیفیّة و ینظر ما یجتمع علیها من غرائب أنواع الحیوان العجیبة الخلق لم یشاهدها هو و لا غیره قال الشارح و أقول:

و یحتمل أن یرید بقوله و ما لا یری ما لیس من شأنه أن یری إمّا لصغره أو لشفّافیّته (و ربّ الجبال الرّواسی) أی الثابتات (الّتی جعلتها للأرض أوتادا) کما عرفت فی شرح الفصل الثّالث من الخطبة الاولی (و للخلق اعتمادا) لأنّ فیها ینابیع المعادن و معادن الینابیع و فیها المرابض و المراتع، یرعون فیها الأنعام و یسرحون فیها الأغنام، و قد جعل فیها أکنانا و کهوفا و غیرانا یأوون فیها فی الصّیف و الشتاء و یتوقّون بها فی شدّة الحرّ و صبارة القرّ.

و یزرعون فیها الزراعات الدّیمیّة، و ینالون منها برکات کثیرة فصحّ بذلک کونها اعتمادا للخلایق و کون اتّکالهم علیها بما لهم فیها من المعایش و المرافق هذا و لما نادی الربّ المتعال بما تدلّ علی اتّصافه بالقدرة و العظمة و الجلال

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 125

تخلّص الی ما دعاه لأجله  «1» فقال: (إن أظهرتنا) و نصرتنا (علی عدوّنا فجنّبنا عن) الظلم و (البغی و سدّدنا ل) لصواب و ا (لحقّ) و لا تجعلنا کسایر المحاربین من الملوک و السلاطین یحاربون الأعداء للدّنیا لا للدّین فاذا غلبوا أعداءهم یظلمون و عن البغی و الطغیان لا یمسکون (و إن أظهرتهم) و جعلتهم غالبین (علینا فارزقنا) عظیم الزلفی و (الشهادة و اعصمنا من) الضلال و (الفتنة).

ثمّ أخذ فی تحریض أصحابه علی القتال بلفظ مهیج لهم علی ایقاد نار الحرب و إضرامها فقال: (أین المانع للذّمار) اللّام للجنس و الاستفهام للالهاب (و الغائر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ) أی صاحب الغیرة و الحمیّة من أهل المحافظة عند نزول الشدائد و النوازل الثابتة (العار وراءکم) و فی بعض النسخ النار بدل العار (و الجنّة أمامکم) یعنی فی الهرب و الادبار من الحرب عار فی الأعقاب و نار یوم الحساب و فی الاقبال و التقدم علیه الجنّة و حسن الماب، فمن تولّی عنه خسر و خاب و من سعی إلیه نال عظیم الثواب.

تذییل:

روی العلّامة المجلسیّ (ره) فی البحار هذا الکلام له علیه السّلام من کتاب صفّین لنصر بن مزاحم قال: قال نصر حدّثنا عمر بن سعد عن عبد الرّحمان بن جندب عن أبیه قال: لما کان غداة الخمیس لسبع خلون من صفر سنة سبع و ثلاثین و صلّی علیّ علیه السّلام الغداة فغلّس ما رأیت علیّا علیه السّلام غلّس بالغداة أشدّ من تغلیسه یومئذ و خرج بالناس إلی أهل الشّام فزحف نحوهم و کان هو یبدئهم و یسیر إلیهم فاذا رأوه قد زحف استقبلوه بزحوفهم.

و عن عمر بن سعد عن مالک بن أعین عن زید بن وهب قال لمّا خرج علیّ علیه السّلام


 (1) و ذلک لأنّ من آداب الدعاء و شرایط الاستجابة التمجید و الثناء قبله کما قال أبو عبد اللّه علیه السّلام فی روایة الکافی اذا طلب أحدکم الحاجة فلیثن علی ربه و لیمدحه فانّ الرجل اذا طلب الحاجة من السلطان هیأ له من الکلام أحسن ما یقدر علیه فاذا طلبتم الحاجة فمجّدوا اللّه العزیز الجبار و امدحوه و أثنوا علیه. الحدیث (منه ره).

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 126

إلیهم غداة ذلک الیوم فاستقبلوه رفع یدیه إلی السماء فقال:

اللّهمّ ربّ هذا السقف المحفوظ المکفوف، الذی جعلته مغیضا للّیل و النّهار و جعلت فیه مجری الشمس و القمر، و منازل الکواکب و النجوم، و جعلت سکّانه من الملائکة لا یسأمون العبادة.

و ربّ هذه الأرض التی جعلتها قرارا للأنام و الهوامّ و الأنعام، و ما لا یحصی ممّا یری و ممّا لا یری من خلقک العظیم.

و ربّ الفلک الّتی تجری فی البحر بما ینفع النّاس، و ربّ السّحاب المسخّر بین السّماء و الأرض و ربّ البحر المسجور المحیط بالعالمین و ربّ الجبال الرّواسی الّتی جعلها للأرض أوتادا و للخلق متاعا إن أظهرتنا علی عدوّنا فجنّبنا البغی و سدّدنا للحقّ و إن أظهرتهم علینا فارزقنا الشّهادة و اعصم بقیّة أصحابی من الفتنة.

قال: فلمّا رأوه قد أقبل تقدّموا إلیه بزحوفهم و کان علی میمنته یومئذ عبد اللّه بن بدیل و النّاس علی رایاتهم و مراکزهم و علیّ علیه السّلام فی القلب فی أهل المدینة جمهورهم الأنصار و معه من خزاعة و کنانة عدد حسن.

قال نصر: و رفع معاویة قبّة عظیمة و ألقی علیه الکرابیس و جلس تحتها و کان لهم قبل هذا الیوم ثلاثة أیّام و هو الیوم الرّابع من صفر، فخرج فی هذا الیوم محمّد ابن الحنفیّة فی جمع من أهل العراق فأخرج إلیه معاویة عبید اللّه بن عمر بن الخطاب فی جمع من أهل الشام فاقتتلوا فطلب عبید اللّه محمّدا إلی المبارزة فلمّا خرج إلیه دعاه علیّ علیه السّلام و خرج بنفسه راجلا بیده سیفه و قال أنا أبارزک فهلمّ فقال عبید اللّه لا حاجة بی إلی مبارزتک فرجع علیه السّلام إلی صفّه هذا.

و قد تقدّم جمل وقایع صفین فی شرح الکلام الخامس و الستّین و غیره ممّا نبّهناک علیه هناک.

الترجمة:

از جمله کلام بلاغت نظام آن امام أنام است در حینی که عزم فرمود بملاقات نمودن با قوم شام در جنگ صفّین که بأین مضامین دعا نمود:

بار إلها ای پروردگار سقف برافراشته و آسمان باز داشته، چنان آسمانی که گردانیدی آنرا محلّ نقصان از برای شب و روز، و محلّ جریان از برای مهر و ماه و محلّ اختلاف از برای ستارهای سیر کننده، و گردانیدی ساکنان آن را قبیله از فرشتگان خود در حالتی که ملال نمی آورند از عبادت تو.

و ای پروردگار این زمین که گردانیدی آن را قرار گاه از برای مردمان و محلّ رفتار حشرات زمین و چهارپایان و آنچه که شمرده نمی شود از مخلوقاتی که دیده می شود، و از مخلوقاتی که دیده نمی شود.

و ای پروردگار کوههای ثابت استوار که گردانیدی آنها را از برای زمین میخها و از برای خلق تکیه گاه اگر غالب گردانی ما را بر دشمنان ما پس کنار گردان ما را از تعدّی و ستم، و راست دار ما را از برای حقّ، و اگر غالب گردانی ایشان را بر ما پس روزی کن بما شهادت را، و حفظ کن ما را از ضلالت و فتنه.

کجا است منع کننده چیزی که لازم است بر جوانمرد حفظ کردن آن؟ و کجا است صاحب غیرت هنگام نازل شدن شداید امور که کاشف است از حقایق کار از أهل حمیّت و فتوّت؟ عار و سرزنش در پشت شما است اگر رو گردان باشید از محاربه، و بهشت عنبر سرشت در پیش شما است اگر اقدام نمائید بر مقاتله.