[hadith]و من کلام له (علیه السلام) بعد ما بُویعَ له بالخلافة، و قد قال له قوم من الصحابة: لو عاقبتَ قوماً مِمّن أجلَبَ علی عثمان، فقال علیه السلام:
یَا إِخْوَتَاهْ إِنِّی لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ، وَ لَکِنْ کَیْفَ لِی بقُوَّةٍ وَ الْقَوْمُ الْمُجْلِبُونَ عَلَی حَدِّ شَوْکَتِهِمْ یَمْلِکُونَنَا وَ لَا نَمْلِکُهُمْ، وَ هَا هُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانُکُمْ وَ الْتَفَّتْ إِلَیْهِمْ أَعْرَابُکُمْ وَ هُمْ خِلَالَکُمْ یَسُومُونَکُمْ مَا شَاءُوا، وَ هَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَی شَیْءٍ تُرِیدُونَهُ؟ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِیَّةٍ وَ إِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مَادَّةً، إِنَّ النَّاسَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ إِذَا حُرِّکَ عَلَی أُمُورٍ، فِرْقَةٌ تَرَی مَا تَرَوْنَ وَ فِرْقَةٌ تَرَی مَا لَا تَرَوْنَ وَ فِرْقَةٌ لَا تَرَی هَذَا وَ لَا [هَذَا] ذَاکَ
،
فَاصْبرُوا حَتَّی یَهْدَأَ النَّاسُ وَ تَقَعَ الْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا وَ تُؤْخَذَ الْحُقُوقُ مُسْمَحَةً، فَاهْدَءُوا عَنِّی وَ انْظُرُوا مَا ذَا یَأْتِیکُمْ بهِ أَمْرِی، وَ لَا تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ قُوَّةً وَ تُسْقِطُ مُنَّةً وَ تُورِثُ وَهْناً وَ ذلَّةً، وَ سَأُمْسکُ الْأَمْرَ مَا اسْتَمْسَکَ، وَ إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً، فَآخِرُ الدَّوَاءِ الْکَیّ.[/hadith]
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 99
و من کلام له علیه السّلام و هو المأة و السابع و الستون من المختار فی باب الخطب بعد ما بویع بالخلافة و قد قال له قوم من الصّحابة لو عاقبت قوما ممّن أجلب علی عثمان فقال علیه السّلام:
یا إخوتاه إنّی لست أجهل ما تعلمون و لکن کیف لی بقوّة و القوم المجلبون علی حدّ شوکتهم یملکوننا و لا نملکهم و ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانکم و التفّت إلیهم أعرابکم و هم خلالکم یسومونکم ما شاءوا و هل ترون موضعا لقدرة علی شیء تریدونه و إنّ هذا الأمر أمر جاهلیّة و إنّ لهؤلاء القوم مادّة إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حرّک علی أمور: فرقة تری ما ترون، و فرقة تری ما لا ترون، و فرقة لا تری هذا، و لا هذا، فاصبروا حتّی یهدأ النّاس، و تقع القلوب مواقعها و تؤخذ الحقوق مسمحة فاهدّؤا عنّی و انظروا ما ذا یأتیکم به أمری، و لا تفعلوا فعلة تضعضع قوّة و تسقط منّة و تورث وهنا و ذلّة، و سامسک الأمر ما استمسک و إذ لم أجد بدّا فاخر الدّواء الکیّ. (35825- 35693)
اللغة:
(أجلبوا) علیه أی تألّبوا و اجتمعوا (و الحدّ) منتهی الشیء، و من کلّ شیء حدّته، و فی بعض النسخ (علی جدّ) بالجیم المکسورة اسم من جدّ فی الأمر من باب ضرب و قتل اذا اجتهد و سعی فیه، و منه یقال فلان محسن جدّا أی نهایة و مبالغة (و عبدان) بالکسر جمع عبد مثل جحش و جحشان و الضمّ أیضا مثل تمر و تمران و الأشهر فی جمعه أعبد و عبید و عباد و (سام) فلانا الأمر إذا کلّفه إیّاه، أکثر ما یستعمل فی العذاب و الشرّ قال سبحانه «یَسُومُونَکُمْ سُوءَ الْعَذاب یُذَبِّحُونَ أَبْناءَکُمْ وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَکُمْ» و (هدأ) القوم و الصوت یهدأ من باب منع سکن و (سمح) سماحة جاد و أعطی أو وافق ما ارید منه و أسمح بالالف لغة و قال الأصمعی سمح ثلاثیا بماله و أسمح بقیاده و (المنّة) بالضمّ کالقوّة لفظا و معنی.
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 100
الاعراب:
جواب لو فی قوله لو عاقبت محذوف، بقرینة المقام و الهاء فی قوله یا إخوتاه للسّکت، قال نجم الأئمة الرّضی أمّا هاء السّکت فهی هاء تزاد فی آخر الکلمة الموقوف علیها إذا کان آخرها ألفا و الکلمة حرف أو اسم عریق فی البناء نحو لا و ذا و هنا و ذلک لأنّ الألف حرف خفیّة فارید بیانها فاذا جئت بعدها بهاء ساکنة- فلا بدّ من مدّ الألف إذا جئت بعدها و ذلک فی الوصل بحرف آخر- تبیّن النطق بها و إذا لم تأت بعدها بشیء و ذلک فی الوقف خفیت حتّی ظنّ أن آخر الکلمة مفتوحة فلذا وصلت لیبیّن جوهرها.
و اختاروا أن یکون ذلک الحرف هاء لمناسبتها بالخفاء لحرف اللّین فاذا جاءت ساکنة بعد الألف فلا بدّ من تمکین مدّ الألف لیقوم ذلک مقام الحرکة فیمکن الجمع بین ساکنین، فیبقین الألف بذلک التمکین و المدّ.
و قال فی باب المنادی المندوب و إذا ندبت یا غلامی بسکون الیاء فکذا تقول عند سیبویه یا غلامیاه لأنّ أصلها الفتح عنده و أجاز المبرّد یا غلاماه بحذف الیاء للساکنین قال ابن الحاجب و الحذف لیس بوجه و قال نحو وا غلامیه أوجه.
أقول: و قول أمیر المؤمنین علیه السّلام مؤیّد لقول المبرّد و شاهد له.
قال نجم الأئمة إلحاق هاء السّکت بعد زیادة الندبة «1» واوا کانت أو یاء أو ألفا جایز فی الوقف لا واجب و بعضهم یوجبها لئلّا یلتبس المندوب بالمضاف إلی یاء المتکلّم المقلوبة ألفا نحو یا غلاما، و ینبغی أن لا یجب عند هذا القائل مع واو لأنها یکفی فی الفرق بین الندبة و الندا، و لیس ما قال بوجه لأنّ الألف المنقلبة عن یاء المتکلّم قد یلحقها الهاء فی الوقف کما مرّ فاللبس إذا حاصل مع الهاء أیضا و الفارق هو القرینة.
أقول: و یکفی فی ردّ هذا القائل قوله علیه السّلام یا إخوتاه فانّ الألف فیه مقلوبة عن یاء المتکلّم و قد لحقها هاء السّکت کما قاله الرّضیّ.
(1) ای الزیادة التی فی المنادی المندوب من الواو أو الیاء أو الالف.
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 101
و قوله علیه السّلام علی حدّ شوکتهم ظرف مستقرّ حال من ضمیر المجلبون و إضافة حدّ إلی شوکتهم لامیّة علی روایة حدّ بالحاء و بمعنی فی علی روایته بالجیم کما هو غیر خفیّ.
و الهاء فی قوله علیه السّلام و ها هم هؤلاء للتّنبیه و هی تدخل الجمل و تدخل فی جمیع المفردات أسماء الاشارة نحو هذا و هاتا و هؤلاء و کثیرا ما یفصل بینها و بین اسم الاشارة بالقسم نحو ها اللّه ذا و بالضمیر المرفوع المنفصل نحو ها أنتم اولاء و بغیرهما قلیلا نحو قولهم هذا لها ها و ذا لیا أی و هذا لیا.
و ذهب الخلیل إلی أنّ هاء المقدّمة فی جمیع ذلک کانت متّصلة باسم الاشارة أی کان القیاس اللّه هذا، و أنتم هؤلاء، و الدّلیل علی أنّه فصل حرف التنبیه عن اسم الاشارة ما حکی أبو الخطاب عمّن یوثّق به هذا أنا أفعل فی موضع ها أنا ذا أفعل، و حدّث یونس هذا أنت تقول ذا.
و جوّز بعضهم أن یکون هاء المقدّمة فی نحو ها أنت ذا تفعل غیر منویّ دخولها علی ذا استدلالا بقوله تعالی ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ* و لو کانت هی الّتی کانت مع اسم الاشارة لم تعد بعد أنتم.
قال نجم الأئمة و یجوز أن یعتذر للخلیل بأنّ تلک الاعادة للبعد بینهما کما اعید فی «فلا تحسبنّهم» بعد قوله «فلا تحسبنّ الّذین یبخلون» و أیضا قوله «ثمّ أنتم هؤلاء تقتلون» دلیل علی أنّ المقدّم «فی ها أنتم اولاء» هو الّذی کان مع اسم الاشارة، و لو کان فی صدر الجملة من الأصل لجاز من غیر اسم اشارة ها أنت زید.
و ما حکی الزمخشری من قولهم ها أن زیدا منطلق، و ها أنا أفعل کذا مما لم أعثر له علی شاهد فالأولی أن نقول ها التنبیه مختصّ باسم الاشارة، و قد یفصل منه کما مرّ و لم یثبت دخوله فی غیره.
و قال نجم الأئمة أیضا و اعلم انّه لیس المراد من قولک ها أنا ذا أفعل أن تعرّف المخاطب نفسک و أن تعلمه أنت لست غیرک لأنّ هذا محال بل المعنی فیه و فی ها أنت ذا تقول و ها هو ذا یفعل استغراب وقوع مضمون ذلک الفعل المذکور بعد اسم الاشارة
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 102
من المتکلّم أو المخاطب أو الغائب کأنّ معنی ها أنت ذا تقول أو یضربک زید، أنت هذا الذی أری من کنّا نتوقّع منه أن لا یقع منه أو علیه مثل هذا الغریب ثمّ بیّنت بقولک تقول و قولک یضربک زید الّذی استغربته و لم تتوقّعه.
قال تعالی «ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ» فالجملة بعد اسم الاشارة لازمة لبیان الحال المستغربة و لا محلّ لها إذ هی مستأنفة.
و قوله: و هم خلالکم یسومونکم جملة هم یسومون مبتدأ و خبر فی محلّ النّصب علی الحال و خلالکم ظرف مستقرّ حال من مفعول یسومون قدّمت علی ذیها للتوسّع.
المعنی:
اعلم أنّ المستفاد من شرح المعتزلی أنّ هذا الکلام قاله علیه السّلام أوّل مسیر طلحة و الزبیر إلی البصرة (بعد ما بویع بالخلافة و قد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممّن أجلب و أعان علی) قتل (عثمان) لکان حسنا لما فیه من قطع عذر الناکثین اذ عمدة متمسّکهم فی النکت کان المطالبة بدم عثمان (فقال علیه السّلام:) معتذرا عمّا اشیر علیه (یا إخوتاه) إنّی علی غزارة علمی (لست أجهل ما تعلمون) بل أعلم ما کان و ما هو کائن و ما یکون (و لکن کیف لی بقوّة) علی القصاص و الانتقام (و القوم المجلبون) المجتمعون المتألّبون (علی حدّ شوکتهم) أی علی غایة شوکتهم أو مع کونهم مجدّین فی الشوکة مبالغین فی شدّة البأس (یملکوننا و لا نملکهم) أی هم مسلّطون علینا و لسنا مسلّطین علیهم و صدقه علیه السّلام فی هذا الجواب ظاهر لأنّ أکثر أهل المدینة کانوا من المجلبین علیه، و کان من أهل مصر و من الکوفة و غیرهم خلق عظیم، حضروا من بلادهم و قطعوا المسافة البعیدة لذلک، و انضمّ إلیه أعراب البادیة و عبید المدینة، و ثاروا ثورة واحدة فکانوا علی غایة الشوکة و لذلک اعتذر علیه السّلام بعدم التمکّن و القوّة.
و قد روی أنّه علیه السّلام جمع النّاس و وعظهم ثمّ قال لتقم قتلة عثمان فقام النّاس بأسرهم إلّا القلیل و کان ذلک الفعل استشهادا منه علی صدق قوله، و نبّه أیضا علی
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 103
صدقه علیه السّلام باحالة المشیرین علیه إحالة معاینة و باشارة حضوریّة إلی کثرة المجلبین و شدّتهم فقال علیه السّلام: (و ها هم هؤلاء قد ثارت) و هاجت (معهم عبدانکم و التفّت) و انضمّت (إلیهم أعرابکم و هم خلالکم) أی بینکم غیر متباعدین عنکم (یسومونکم ما شاءوا) کیف شاءوا لیس لهم رادع و لا دافع (و هل ترون) و الحال هذه (موضعا لقدرة علی شیء تریدونه).
ثمّ قال: (إنّ هذا الأمر) أی أمر المجلبین (أمر جاهلیّة) لأنّ قتلهم لعثمان کان عن عصبیّة و حمیّة لا لطاعة أمر اللّه و إن کان فی الواقع مطابقا له.
و یمکن أن یکون المراد به أنّ ما تریدون من معاقبة القوم أمر جاهلیّة نشأ عن تعصّبکم و حمیّتکم و أغراضکم الباطلة و فیه إثارة للفتنة، و تهییج للشرّ، لکنّ الأوّل أنسب بسیاق الکلام إذ غرضه من إیراد تلک الوجوه إسکات الخصم و عدم تقویة شبه المخالفین الطالبین لدم عثمان.
و أکّد تأکید تضعیف رأیهم بقوله (و إنّ لهؤلاء القوم مادّة) أی مددا و معینین و (إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حرّک) عن موضعه و ارید معاقبة المجلبین (علی امور) ثلاثة أشار إلیها بقوله (فرقة منهم تری ما ترون) و یحکمون بحسن العقاب (و فرقة تری ما لا ترون) و تزعم أنّ فی العقاب عدولا عن الصّواب (و فرقة) ثالثة (لا تری هذا و لا هذا) و لا یحکمون فیه بصواب و لا خطاء.
و لما بیّن اختلاف الاراء و تشتّت الأهواء فی التخطئة و التصویب و کان الاقتصاص و الانتقام مع وجود هذا الاختلاف مظنّة فتنة اخری کالاولی بل و أعظم منها و کان الأصوب فی التدبیر و الّذی یوجبه العقل و الشرع الصبر و إمساک النکیر إلی حین سکون الفتنة، و تفرّق تلک الشعوب من المدینة، لا جرم أمرهم بالصّبر فقال:
(فاصبروا حتّی یهدأ الناس) و یسکنوا (و تقع القلوب مواقعها) و تؤوب إلی الناس أحلامهم (و تؤخذ الحقوق مسمحة) منقادة بسهولة (فاهدءوا) متفرّقین (عنّی و انظروا ما ذا یأتیکم به أمری) و لا تستعجلوه و لا تسرعوا (و لا تفعلوا فعلة) أی نوع فعل (تضعضع) و تهدم (قوّة و تسقط منّة و تورث وهنا و ذلّة) فانّ الامور مرهونة بأوقاتها و مجتنی
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 104
الثمرة لغیر وقت إیناعها لا تذوق إلّا مرارة منها.
قال الشارح المعتزلی و کان علیه السّلام یؤمّل أن یطیعه معاویة و غیره و أن یحضر بنو عثمان عنده یطالبون بدم أبیهم و یعیّنون قوما بأعیانهم بعضهم للقتل و بعضهم للتسوّر کما جرت عادة المتظلّمین إلی الامام و القاضی فحینئذ یتمکّن من العمل بحکم اللّه فلم یقع الأمر بموجب ذلک و عصی معاویة و أهل الشّام و التجأ ورثة عثمان إلیه و فارقوا حوزة أمیر المؤمنین علیه السّلام و لم یطالبوا القصاص طلبا شرعیّا و إنّما طلبوه مغالبة و جعلها معاویة عصبیّة الجاهلیة و لم یأت أحد منهم الأمر من بابه.
و قبل ذلک ما کان من أمر طلحة و الزّبیر و نقضهما البیعة و نهبهما أموال المسلمین بالبصرة و قتلهما الصّالحین من أهلها و جرت امور کلّها یمنع الامام عن التصدّی للقصاص و اعتماد ما یجب اعتماده لو کان الأمر وقع علی القاعدة الصحیحة من المتطالبة بذلک علی وجه السکوت و الحکومة.
و قد قال هو علیه السّلام لمعاویة و أما طلبک قتلة عثمان فادخل فی الطاعة و حاکم القوم إلیّ أحملک و إیّاهم علی کتاب اللّه و سنّة رسوله صلّی اللّه علیه و آله هذا.
و أمّا قوله علیه السّلام (و سأمسک الأمر ما استمسک و إذا لم أجد بدّا فاخر الدّواء الکیّ) هکذا فی نسخة الشارحین البحرانی و المعتزلی، قال ثانیهما و هو مثل مشهور و یقال آخر الطبّ و یغلط فیه العامّة فیقول: آخر الدّاء، و الکیّ لیس من الدّاء لیکون آخره.
و فی نسخة البحار: آخر الدّاء قال العلّامة المجلسیّ (ره) هکذا فی أکثر النسخ المصحّحة و لعلّ المعنی بعد الدّاء الکیّ إذا اشتدّ الداء و لم یزل بأنواع المعالجات فیزول بالکیّ و ینتهی أمره إلیه.
ثمّ قال الشارح المعتزلی و لیس معناه و سأصبر عن معاقبة هؤلاء ما أمکن الصبر فاذا لم أجد بدّا عاقبتهم و لکنّه کلام قاله أوّل مسیر طلحة و الزّبیر إلی البصرة فانّه حینئذ أشار علیه قوم بمعاقبة المجلبین فاعتذر بما قد ذکر.
ثمّ قال و سأمسک الأمر ما استمسک أی أمسک نفسی عن محاربة هؤلاء
منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 10، ص: 105
النّاکثین للبیعة ما أمکن و أدفع الأیّام بمراسلتهم و تخویفهم و إنذارهم و أجتهد فی ردّهم الی الطاعة بالترغیب و الترهیب، فاذا لم أجد بدّا من الحرب فاخر الدواء الکیّ أی الحرب لأنّها الغایة التی ینتهی أمر العصاة إلیها.
قال العلّامة المجلسیّ «ره» بعد حکایة ما حکیناه عن الشارح أقول: و یحتمل أن یکون ذلک توریة منه علیه السّلام لیفهم بعض المخاطبین المعنی الأوّل و مراده المعنی الثانی.
أقول: قد تقدّم فی شرح الکلام الثّلاثین تفصیلا أنّه علیه السّلام کان بنائه علی إبهام المرام، و استعمال التوریة فی الکلام، فی أمر عثمان لمصالح قاضیة بذلک مانعة عن الابانة و التصریح فلیراجع ثمّة.
الترجمة:
از جمله کلام بلاغت نظام آن امام است علیه الصّلاة و السّلام بعد از این که بیعت کرده شد بخلافت در حالتی که گفتند او را گروهی از صحابه اگر عقاب بفرمائی قومی را از آن کسانی که جمعیت نمودند بر قتل عثمان خوب می شود.
پس فرمود آن حضرت در جواب ایشان: ای برادران من بدرستی که من نیستم که ندانم چیزی را که شما می دانید و لیکن چگونه مرا قوّت باشد در انتقام و حال آنکه قومی که جمعیت کردند بر غایت شوکت ایشان مسلّط و مالک هستند و ما بر ایشان تسلّط نداریم، و بدانید که ایشان این جماعت اند که هیجان آمده اند با ایشان بندگان شما و پیوسته اند بایشان أعراب بادیه نشینان شما و حال آنکه ایشان در میان شما تکلیف می کنند بشما آنچه دلشان بخواهد، و آیا می بینید با وجود این حالت محلی از برای قدرت بر چیزی که می خواهید؟ بدرستی که این کار کار جاهلیت است و بدرستی که از برای آن قوم است ماده بسیار از أعوان و أنصار.
بدرستی که مردمان در این کار هر گاه حرکت داده شود بر چند أمر می باشند طایفه رأی ایشان مطابق رأی شما خواهد شد و طایفه دیگر ایشان مخالف رأی شما میباشد و طایفه سوّم رأیشان نه اینست و نه آن، پس صبر و تحمّل نمائید تا آرام گیرند مردمان و واقع شود قلبها در مواضع وقوع خود و گرفته شود حقّها بسهولت و آسانی، پس آرام گیرید و کنار شوید از من و نظر کنید به آن چیزی که بیاید بشما فرمان من بان و نکنید کاری را که ویران کند قوّت و قدرت را، و بیندازد طاقت و توانائی را و باعث بشود بسستی و ذلّت و البته نگاهداری میکنم این امر را مادامی که نگاه داشته شود و چون چاره نیابم پس آخر دوا داغ است یعنی غیر از محاربه علاجی نیابم لا بدّ باید محاربه کنم.