[hadith]و من کلام له (علیه السلام) فی مثل ذلک: 

أَرْضُکُمْ قَرِیبَةٌ مِنَ الْمَاءِ بَعِیدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، خَفَّتْ عُقُولُکُمْ وَ سَفِهَتْ حُلُومُکُمْ، فَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِنَابلٍ وَ أُکْلَةٌ لِآکِلٍ وَ فَرِیسَةٌ لِصَائِلٍ.[/hadith]

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 3، ص: 211

و من کلام له علیه السّلام فی مثل ذلک و هو الرابع عشر من المختار فی باب الخطب الجاری مجراها:

أرضکم قریبة من الماء، بعیدة من السّماء، خفّت عقولکم، و سفهت حلومکم، فأنتم غرض لنابل، و أکلة لآکل، و فریسة لصائل. (3898- 3878)

اللغة:

(سفه) سفها من باب تعب و سفه بالضمّ سفاهة فهو سفیه و السّفه النّقص فی العقل و أصله الخفّة و سفه الحقّ جهله قال سبحانه:

«وَ مَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِیمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ» قال الطبرسیّ صاحب التّفسیر: أی جهل قدره و (الحلم) العقل و الجمع حلوم و أحلام و (الغرض) ما ینصب لیرمی بالسّهام و (النّابل) ذو النّبل و (الاکلة) بضمّ الهمزة اسم للمأکول و (فریسة) الأسد ما یفرسه و (صول) البعیر و الأسد ککرم صالة واثب النّاس أو صار یقتل النّاس و یعد و علیهم فهو صائل و صؤل.

الاعراب:

العطف فی قوله علیه السّلام: و سفهت حلومکم للتّفسیر و التوکید إن کان المراد بالسّفه المعنی الأوّل، و إلّا فللتأسیس و الفاء فی قوله: فأنتم، فصیحة و هو ظاهر.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 3، ص: 212

المعنی:

قد عرفت فی شرح الخطبة السّابقة أنّ قوله علیه السّلام  حذف (أرضکم قریبة من الماء بعیدة من السّماء) ممّا حکاه علیه السّلام عن النّبیّ و المراد بقرب أرضهم من الماء إمّا کون موضع البصرة منخفضا قریبا من البحر کما یشاهد من دخول الماء حدایقهم و مزارعهم کلّ یوم مرّة أو مرّتین، أو کونها قریبة من الغرق بالماء فیکون قوله علیه السّلام: من الماء من قبیل الحذف و الایصال، و أمّا بعد أرضهم من السماء فامّا من حیث انخفاضها عن غیرها من الأرض، أو من حیث بعدها عن دائرة المعدّل.

قال الشّارح المعتزلی: إنّ أرباب علم الهیئة و أهل صناعة التنجیم یذکرون إنّ أبعد موضع فی الأرض من السّماء الابلة، و ذلک موافق لقوله علیه السّلام و معنی البعد عن السّماء هاهنا هو بعد تلک الأرض المخصوصة عن دائرة معدّل النّهار، و البقاع و البلاد تختلف فی ذلک، و قد دلّت الارصاد و الآلات النّجومیّة علی أنّ أبعد موضع فی المعمورة عن دائرة معدّل النّهار هو الابلة، و الابلة هی قصبة البصرة انتهی.

و فیه أنّ کونها أبعد بلاد العرب من المعدّل مسلّم و أما کونها أبعد موضع منه فی المعمورة ممنوع قطعا و فاسد حسّا إلّا أن یکون مراده به ما ذکرناه و یکون التّسامح فی العبارة هذا.

و یحتمل أن یکون المراد ببعدها من السّماء البعد من سماء الرّحمة و الاستعداد لنزول العذاب و قوله: (خفّت عقولکم و سفهت حلومکم) وصف لهم بقلّة العقل و السّفاهة الموجبة لانحطاط الرّتبة و الدّرجة فی العقائد الدّینیّة و العبادات البدنیّة و إشارة إلی قلّة استعدادهم لدرک وجوه المصالح الواقعیّة کما یشهد به متابعتهم للمرأة و إجابتهم للبهیمة، و تنبیه علی جهالتهم و عدم تفکّرهم فی عواقب الامور و غفلتهم عن اصلاح أحوالهم و علی تسرّعهم إلی ما لا ینبغی و لأجل ذلک حسن التّفریع بقوله: (فأنتم غرض لنا بل) أی هدف لمن یرید أذاکم (واکلة لآکل) أی عرضة لأن یطمع فی أموالکم و یأکلها من یرید أکلها و (فریسة لصائل) أی فی معرض أن یفترسکم من یرید قتلکم و هلاککم، و هذا کلّه من لوازم خفّة العقل و السّفاهة و قلّة الفهم و الغباوة.

الترجمة:

از جمله کلام آن امام انام است در مثل همین مقام: زمین شما نزدیک است بآب و دور است از آسمان خفیف است عقلهای شما و سفیه است حلمهای شما، پس شما بواسطه نقصان عقل و قلة تدبیر نشانه اید از برای هر تیر اندازنده، و طعمه اید از برای هر خورنده، و شکارید از برای هر حمله کننده، و هجوم آورنده، و اللّه اعلم بالصّواب.