[hadith]فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّةَ ذی لُبٍّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ أَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ أَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ أَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ أَوْجَفَ الذِّکْرُ بلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبیلِ وَ سَلَکَ أَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَی النَّهْجِ الْمَطْلُوب وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلَاتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبهَاتُ الْأُمُورِ ظَافِراً بفَرْحَةِ الْبُشْرَی وَ رَاحَةِ النُّعْمَی فِی أَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ، وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِیداً وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَةِ سَعِیداً وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ أَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ، فَکَفَی بالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَ نَوَالًا وَ کَفَی بالنَّارِ عِقَاباً وَ وَبَالًا وَ کَفَی باللَّهِ مُنْتَقِماً وَ نَصِیراً وَ کَفَی بالْکِتَاب حَجِیجاً وَ خَصِیماً. أُوصِیکُمْ بتَقْوَی اللَّهِ الَّذی أَعْذَرَ بمَا أَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّاً وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّاً، فَأَضَلَّ وَ أَرْدَی وَ وَعَدَ فَمَنَّی وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ وَ هَوَّنَ مُوبقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّی إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ أَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ.[/hadith]