[hadith]الوصیة بالتقوی:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّی أُوصِیکُمْ بتَقْوَی اللَّهِ الَّذی ابْتَدَأَ خَلْقَکُمْ وَ إِلَیْهِ یَکُونُ مَعَادُکُمْ وَ بهِ نَجَاحُ طَلِبَتِکُمْ وَ إِلَیْهِ مُنْتَهَی رَغْبَتِکُمْ وَ نَحْوَهُ قَصْدُ سَبیلِکُمْ وَ إِلَیْهِ مَرَامِی مَفْزَعِکُمْ؛ فَإِنَّ تَقْوَی اللَّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبکُمْ وَ بَصَرُ عَمَی أَفْئِدَتِکُمْ وَ شفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادکُمْ وَ صَلَاحُ فَسَاد صُدُورِکُمْ وَ طُهُورُ دَنَس أَنْفُسکُمْ وَ جِلَاءُ [غِشَاءِ] عَشَا أَبْصَارِکُمْ وَ أَمْنُ فَزَعِ جَأْشکُمْ وَ ضِیَاءُ سَوَاد ظُلْمَتِکُمْ؛ فَاجْعَلُوا طَاعَةَ اللَّهِ شعَاراً دُونَ دثَارِکُمْ وَ دَخِیلًا دُونَ شعَارِکُمْ وَ لَطِیفاً بَیْنَ أَضْلَاعِکُمْ وَ أَمِیراً فَوْقَ أُمُورِکُمْ وَ مَنْهَلًا لِحِینِ وُرُودکُمْ وَ شَفِیعاً لِدَرَکِ طَلِبَتِکُمْ وَ جُنَّةً لِیَوْمِ فَزَعِکُمْ وَ مَصَابیحَ لِبُطُونِ قُبُورِکُمْ وَ سَکَناً لِطُولِ وَحْشَتِکُمْ وَ نَفَساً لِکَرْب مَوَاطِنِکُمْ؛ فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ حِرْزٌ مِنْ مَتَالِفَ مُکْتَنِفَةٍ وَ مَخَاوِفَ مُتَوَقَّعَةٍ وَ أُوَارِ نِیرَانٍ مُوقَدَةٍ؛ فَمَنْ أَخَذَ بالتَّقْوَی عَزَبَتْ عَنْهُ الشَّدَائِدُ بَعْدَ دُنُوِّهَا وَ احْلَوْلَتْ لَهُ الْأُمُورُ بَعْدَ مَرَارَتِهَا وَ انْفَرَجَتْ عَنْهُ الْأَمْوَاجُ بَعْدَ تَرَاکُمِهَا وَ أَسْهَلَتْ لَهُ الصِّعَابُ بَعْدَ إِنْصَابهَا وَ هَطَلَتْ عَلَیْهِ الْکَرَامَةُ بَعْدَ قُحُوطِهَا وَ تَحَدَّبَتْ عَلَیْهِ الرَّحْمَةُ بَعْدَ نُفُورِهَا وَ تَفَجَّرَتْ عَلَیْهِ النِّعَمُ بَعْدَ نُضُوبهَا وَ وَبَلَتْ عَلَیْهِ الْبَرَکَةُ بَعْدَ إِرْذَاذهَا. فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذی نَفَعَکُمْ بمَوْعِظَتِهِ وَ وَعَظَکُمْ برِسَالَتِهِ وَ امْتَنَّ عَلَیْکُمْ بنِعْمَتِهِ؛ فَعَبِّدُوا أَنْفُسَکُمْ لِعِبَادَتِهِ وَ اخْرُجُوا إِلَیْهِ مِنْ حَقِّ طَاعَتِهِ.[/hadith]