[hadith]العبرة بالماضین:‏

فَاعْتَبرُوا بمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَکْبرِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ مِنْ بَأْس اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ، وَ اتَّعِظُوا بمَثَاوِی خُدُودهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبهِمْ، وَ اسْتَعِیذُوا باللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْکِبْرِ کَمَا تَسْتَعِیذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ، فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِی الْکِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادهِ لَرَخَّصَ فِیهِ لِخَاصَّةِ أَنْبیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ، وَ لَکِنَّهُ سُبْحَانَهُ کَرَّهَ إِلَیْهِمُ التَّکَابُرَ وَ رَضِیَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِی التُّرَاب وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِینَ، وَ کَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِینَ، قَد اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ [مَحَّصَهُمْ‏] بالْمَکَارِهِ، فَلَا تَعْتَبرُوا [الرِّضَا] الرِّضَی وَ السُّخْطَ بالْمَالِ وَ الْوَلَد جَهْلًا بمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ، وَ الِاخْتِبَارِ فِی مَوْضِعِ الْغِنَی وَ الِاقْتِدَارِ [الِاقْتَارِ]، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی «أَ یَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِینَ نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْراتِ بَلْ لا یَشْعُرُونَ»؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَخْتَبرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَکْبرِینَ فِی أَنْفُسهِمْ بأَوْلِیَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی أَعْیُنِهِمْ‏.[/hadith]