[hadith]وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکُمْ کَیْفَ کَانُوا فِی حَالِ التَّمْحِیصِ وَ الْبَلَاءِ؛ أَ لَمْ یَکُونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً وَ أَجْهَدَ الْعِبَاد بَلَاءً وَ أَضْیَقَ أَهْلِ الدُّنْیَا حَالًا؟ اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبیداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَاب وَ [جَرَّعُوهُمْ جُرَعَ الْمُرَارِ] جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بهِمْ فِی ذُلِّ الْهَلَکَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ لَا یَجِدُونَ حِیلَةً فِی امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبیلًا إِلَی دفَاعٍ، حَتَّی إِذَا رَأَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَی الْأَذَی فِی مَحَبَّتِهِ وَ الِاحْتِمَالَ لِلْمَکْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَایِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً، فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَکَانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَکَانَ الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوکاً حُکَّاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً، وَ قَدْ بَلَغَتِ الْکَرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ‏ مَا لَمْ تَذْهَب الْآمَالُ إِلَیْهِ بهِمْ. فَانْظُرُوا کَیْفَ کَانُوا حَیْثُ کَانَتِ الْأَمْلَاءُ مُجْتَمِعَةً وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدلَةً وَ الْأَیْدی مُتَرَادفَةً وَ السُّیُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً؛ أَ لَمْ یَکُونُوا أَرْبَاباً فِی أَقْطَارِ الْأَرَضِینَ وَ مُلُوکاً عَلَی رِقَاب الْعَالَمِینَ؟ فَانْظُرُوا إِلَی مَا صَارُوا إِلَیْهِ فِی آخِرِ أُمُورِهِمْ حِینَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْکَلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِینَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبینَ، وَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ کَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ، وَ بَقِیَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِیکُمْ عِبَراً [عِبْرَةً] لِلْمُعْتَبرِینَ [مِنْکُمْ‏].[/hadith]