[hadith]خلقة السماء و الکَون:

وَ کَذَلِکَ السَّمَاءُ وَ الْهَوَاءُ وَ الرِّیَاحُ وَ الْمَاءُ، فَانْظُرْ إِلَی الشَّمْس وَ الْقَمَرِ وَ النَّبَاتِ وَ الشَّجَرِ وَ الْمَاءِ وَ الْحَجَرِ وَ اخْتِلَافِ هَذَا اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ تَفَجُّرِ هَذهِ الْبحَارِ وَ کَثْرَةِ هَذهِ الْجِبَالِ وَ طُولِ هَذهِ الْقِلَالِ وَ تَفَرُّقِ هَذهِ اللُّغَاتِ وَ الْأَلْسُنِ الْمُخْتَلِفَاتِ. فَالْوَیْلُ لِمَنْ أَنْکَرَ الْمُقَدِّرَ وَ جَحَدَ الْمُدَبِّرَ، زَعَمُوا أَنَّهُمْ کَالنَّبَاتِ مَا لَهُمْ زَارِعٌ، وَ لَا لِاخْتِلَافِ صُوَرِهِمْ صَانِعٌ؛ وَ لَمْ یَلْجَئُوا إِلَی حُجَّةٍ فِیمَا ادَّعَوْا، وَ لَا تَحْقِیقٍ لِمَا [دَعَوْا] أَوْعَوْا؛ وَ هَلْ یَکُونُ بنَاءٌ مِنْ غَیْرِ بَانٍ، أَوْ جِنَایَةٌ مِنْ غَیْرِ جَانٍ؟![/hadith]

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 5

و کذلک السّماء و الهواء و الرّیاح و الماء. فانظر إلی الشّمس و القمر، و النّبات و الشّجر، و الماء و الحجر، و اختلاف هذا اللّیل و النّهار، و تفجّر هذه البحار، و کثرة هذه الجبال، و طول هذه القلال، و تفرّق هذه اللّغات، و الألسن المختلفات. فالویل لمن جحد المقدّر، و أنکر المدبّر، یزعمون «زعموا خ» أنّهم کالنّبات ما لهم زارع، و لا لاختلاف صورهم صانع، و لم یلجئوا إلی حجّة فیما ادّعوا، و لا تحقیق لما أوعوا، و هل یکون بناء من غیر بان، أو جنایة من غیر جان.

اللغة:

و (القلال) و زان جبال جمع قلّة بالضمّ و هی أعلی الجبل، و قیل الجبل. و (وعا) الشیء و أوعاه حفظه و جمعه، و فی بعض النسخ وعوه علی المجرّد بدل أوعوه و (جنا) فلان جنایة بالکسر أی جرّ جریرة علی نفسه و قومه، و جنیت الثمرة و اجتنیتها اقتطفتها و اسم الفاعل منهما جان إلّا أنّ المصدر من الثانی جنی لا جنایة.

الاعراب:

و قوله: فالویل لمن جحد المقدّر، جملة اخباریة أو إنشائیة دعائیة قال سیبویه: الویل مشترک بین الدّعاء و الخبر.

المعنی:

(و کذلک السماء و الهواء و الریاح و الماء) علی اختلاف هیئاتها و هیئاتها و تباینها و تضادها مشابهة للامور السابقة، مستویة لها من حیث الانتساب إلی القدرة.

تطبیق- ازدواج- سجع (فانظر إلی الشّمس و القمر و النّبات و الشجر و الماء و الحجر و اختلاف هذا اللّیل و النّهار و تفجّر هذه البحار و کثرة هذه الجبال و طول هذه القلال و تفرّق هذه اللّغات و الألسن المختلفات.) لا یخفی ما فی هذه الفقرة و سابقتیها من الرقة و السّلاسة و اللّطافة من حیث اللّفظ و العبارة، حیث تضمنت سیاقة الاعداد مع مراعاة التطبیق و الازدواج و ملاحظة الأسجاع، و أمّا من حیث المعنی فالمراد بها الأمر بالتدبّر فیما أودع فی هذه الأشیاء من غرایب الصنعة و لطایف الحکمة و براهین القدرة و العظمة حسبما عرفت نبذا منها فی شرح الفصل الرابع و السادس من المختار التسعین فانظر ما ذا تری.

و قال الشارح المعتزلی: المراد بها الاستدلال بامکان الاعراض علی ثبوت الصّانع، بأن یقال کلّ جسم یقبل لجسمیته المشترکة بینه و بین سایر الأجسام ما یقبله غیره من الأجسام، فاذا اختلف الأجسام فی الاعراض فلا بد من مخصّص و هو الصّانع الحکیم.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 24

و قرّره الشارح البحرانی بتقریر أوضح و هو أنّ هذه الأجسام کلّها مشترکة فی الجسمیّة و اختصاص کلّ منها بما یمیّز به من الصّفات المتعدّدة لیست للجسمیّة و لوازمها، و إلّا وجب لکلّ منها ما وجب للاخر، ضرورة اشتراکها فی علّة الاختصاص فلا ممیّز له هذا خلف، و لا لشیء من عوارض الجسمیة لأنّ الکلام فی اختصاص کلّ منها بذلک العارض کالکلام فی الأوّل و یلزم التسلسل، فیبقی أن یکون لأمر خارج عنها هو الفاعل الحکیم المخصص لکل منها بحدّ من الحکمة و المصلحة.

أقول: و قد اشیر إلی هذا الاستدلال فی قوله عزّ و جلّ  «وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسنَتِکُمْ وَ أَلْوانِکُمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ. وَ مِنْ آیاتِهِ مَنامُکُمْ باللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ. وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَیُحْیِی بهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ».

قال الطبرسیّ: أی من دلالاته علی وحدانیّته و کمال قدرته «خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» و ما فیهما من عجایب خلقه و بدایع صنعه مثل ما فی السّموات من النجوم و الشمس و القمر و جریها فی مجاریها علی غایة الاتّساق و النظام، و ما فی الأرض من الجماد و النبات و الحیوان المخلوقة علی وجه الاحکام.

 «وَ اخْتِلافُ أَلْسنَتِکُمْ» الألسنة جمع لسان و اختلافها هو أن ینشأها اللّه مختلفة فی الشّکل و الهیئة و الترکیب فیختلف نغماتها و أصواتها حتّی أنّه لا یشتبه صوتان من نفسین هما اخوان، و قیل: إنّ اختلاف الألسنة هو اختلاف اللغات من العربیّة و العجمیّة و غیرهما، و لا شیء من الحیوانات یتفاوت لغاتها کتفاوت لغات الانسان فان کانت اللّغات توقیفیّا من قبل اللّه فهو الذی فعلها، و إن کانت مواضعة من قبل العباد فهو الذی یسرها.

 «وَ أَلْوانِکُمْ» أی و اختلاف ألوانکم من البیاض و الحمرة و الصّفرة و السّمرة و غیرها فلا یشبه أحد أحدا مع التشاکل فی الخلقة، و ما ذلک إلّا للتراکیب البدیعة و اللّطائف العجیبة الدالّة علی کمال قدرته و حکمته حتی لا یشتبه اثنان من النّاس و لا یلتبسان مع کثرتهم.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 25

«إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ» أی أدلّة واضحات  «لِلْعالَمِینَ» أی للمکلّفین.

«وَ مِنْ آیاتِهِ» الدالّة علی توحیده و اخلاص العبادة له  «مَنامُکُمْ باللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ» أی النّوم الذی جعله اللّه راحة لأبدانکم باللّیل و قد تنامون بالنهار فاذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل اللّه  «إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ» ذلک فیقبلونه و یتفکّرون فیه، لأنّ من لا یتفکّر فیه لا ینتفع به فکأنه لم یسمعه.

 «وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً» معناه و من دلالالته أن یریکم النار تنقدح من السحاب یخافه المسافر و یطمع فیه المقیم، و قیل: خوفا من الصواعق و طمعا فی الغیث «و ینزّل من السّماء ماء» أی غیثا و مطرا «فیحیی به» أی بذلک الماء «الأرض بعد موتها» أی بعد انقطاع الماء عنها وجدو بها «إنّ فی ذلک لایات لقوم یعقلون» أی للعقلاء المکلّفین.

 (فالویل) أی الحزن و الهلاک و المشقّة من العذاب و قیل إنّه علم واد فی جهنّم (لمن جحد المقدّر و أنکر المدبّر) و هم الدّهریّون الّذین قالوا ما هی إلّا حیاتنا الدّنیا نموت و نحیی و ما یهلکنا إلّا الدّهر (و یزعمون أنهم کالنبات) النابت فی الصحاری و الجبال من غیر زرع فکما أنّه لیس له زارع و مدبّر من البشر فکذلک هؤلاء.

 (ما لهم زارع) أصلا (و لا لاختلاف صورهم صانع) قطعا و ذکر اختلاف الصّور لکونه أوضح دلالة علی الصانع و قیل: المراد انهم قاسوا أنفسهم علی النبات الذی جعلوا من الأصول المسلمة أنه لا مقدّر له بل ینبت بنفسه من غیر مدبّر (و لم یلجئوا) أی لم یستندوا (إلی حجّة فیما ادّعوا) من جحود المقدّر (و لا تحقیق لما) حفظوا و (أوعوا) من إنکار المدبّر بل دعویهم مستندة إلی مجرّد الظنّ و الحسبان و محض الهوی و الاستحسان کما نطق به الفرقان.

قال تعالی «أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدیهِ مِنْ بَعْد اللَّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ. وَ قالُوا ما هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بذلِکَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ» .

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 26

و روی فی الصّافی من الکافی عن الصّادق علیه السّلام فی حدیث وجوه الکفر قال علیه السّلام: فأمّا کفر الجحود فهو الجحود بالرّبوبیّة و هو قول من یقول: لا ربّ و لا جنّة و لا نار، و هو قول صنفین من الزنادقة یقال لهم الدّهریة و هم الّذین یقولون و ما یهلکنا إلّا الدّهر و هو دین وضعوه لأنفسهم بالاستحسان عنهم علی غیر تثبّت منهم و لا تحقیق لشیء مما یقولون قال اللّه عزّ و جلّ  «وَ مِنْهُمْ أُمِّیُّونَ لا...»* إنّ ذلک کما یقولون.

قال الفخر الرازی: و أما شبهتهم فی انکار الإله الفاعل المختار فهو قولهم  «وَ ما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ» یعنی تولد الأشخاص إنما کان بسبب حرکات الأفلاک الموجبة لامتزاج الطبایع و إذا وقعت تلک الامتزاجات علی وجه خاصّ حصلت الحیاة، و اذا وقعت علی وجه آخر حصل الموت، فالموجب للحیاة و الموت تأثیرات الطبایع و حرکات الأفلاک، و لا حاجة فی هذا الباب إلی إثبات الفاعل المختار، فهذه الطائفة جمعوا بین إنکار الإله و بین إنکار البعث و القیامة ثمّ قال تعالی  «وَ ما لَهُمْ بذلِکَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ».

و المعنی أنّ قبل النظر و معرفة الدلیل الاحتمالات بأسرها قائمة، فالذی قالوه یحتمل و ضدّه أیضا یحتمل، و ذلک هو أن یکون القول بالبعث و القیامة حقا و القول بوجود الإله الحکیم حقّا فانّهم لم یذکروا شبهة ضعیفة و لا قویّة فی أنّ هذا الاحتمال الثانی باطل، و لکنه خطر ببالهم هذا الاحتمال الأوّل فجزموا به و أصرّوا علیه من غیر حجّة و لا بیّنة، فثبت أنّهم لیس لهم علم و لا جزم و لا یقین فی صحّة القول الّذی اختاروه بسبب الظنّ و الحسبان و میل القلب إلیه من غیر موجب و حجّة و دلیل، هذا استفهام انکاری و لما دعا علیه السّلام علی الجاحدین بالویل و الثبور زیف قولهم بعدم استناده إلی حجّة و بیّنة و لو کانت ضعیفة هیّنة، عاد إلی تقریعهم و توبیخهم باقامة البرهان المحکم و الدلالة الواضحة علی بطلان قولهم و فساد به منهم فقال علی سبیل الاستفهام بقصد الإنکار و الإبطال:

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 27

(و هل یکون بناء من غیر بان و جنایة من غیر جان) یعنی افتقار الفعل إلی الفاعل ضروری و إنکاره باطل و منکره ضال جاهل.

روی فی البحار من جامع الأخبار قال: سئل أمیر المؤمنین علیه السّلام عن اثبات الصانع فقال علیه السّلام: البعرة تدلّ علی البعیر، و الرّوثة تدلّ علی الحمیر، و آثار القدم تدلّ علی المسیر، فهیکل علویّ بهذه اللّطافة و مرکز سفلی بهذه الکثافة کیف لا یدلّان علی اللطیف الخبیر؟

و فیه من کتاب التوحید للصّدوق (ره) بسنده عن هشام بن الحکم قال: کان زندیق بمصر یبلغه عن أبی عبد اللّه علیه السّلام فخرج إلی المدینة لیناظره فلم یصادفه بها فقیل له هو بمکّة، فخرج الزندیق إلی مکة و نحن مع أبی عبد اللّه علیه السّلام فقاربنا الزندیق و نحن مع أبی عبد اللّه علیه السّلام فی الطواف فضرب کتفه «کفّه» کتف أبی عبد اللّه علیه السّلام فقال له جعفر علیه السّلام: ما اسمک؟ قال: اسمی عبد الملک، قال: فما کنیتک؟

قال: أبو عبد اللّه قال علیه السّلام: فمن الملک الذی أنت له عبد أمن ملوک السماء أم من ملوک الأرض؟ و أخبرنی عن ابنک أعبد إله السّماء أم عبد إله الأرض؟ فسکت، فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: قل ما شئت تخصم، قال هشام بن الحکم: قلت للزندیق: أما تردّ علیه، فقبح قولی.

فقال له أبو عبد اللّه علیه السّلام: إذا فرغت من الطواف فأتنا.

فلما فرغ أبو عبد اللّه علیه السّلام أتاه الزندیق فقعد بین یدیه و نحن مجتمعون عنده فقال للزندیق: أ تعلم أنّ للأرض تحت و فوق؟ قال: نعم، قال علیه السّلام: فدخلت تحتها؟

قال: لا، قال: فما یدریک بما تحتها؟ قال: لا أدری إلّا أنّی لأظنّ أن لیس تحتها شیء، قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: فالظنّ عجز ما لم تستیقن.

قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: فصعدت إلی السّماء؟ قال: لا، قال: فتدری ما فیها؟ قال لا، قال: فعجبا لک لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب و لم تنزل تحت الأرض و لم تصعد إلی السّماء و لم تجز هنالک فتعرف ما خلقهنّ و أنت جاحد ما فیهنّ و هل یجحد العاقل ما لا یعرف؟! فقال الزندیق: ما کلّمنی بهذا أحد غیرک.

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 11، ص: 28

فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: فأنت فی شکّ من ذلک فلعلّ هو و لعلّ لیس هو؟

قال الزّندیق: و لعلّ ذاک.

فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: أیّها الرّجل لیس لمن لا یعلم حجّة علی من یعلم فلا حجّة للجاهل یا أخا أهل مصر تفهم عنّی فانا لا نشکّ فی اللّه أبدا، أما تری الشّمس و القمر و اللّیل و النهار یلجان لیس لهما مکان إلّا مکانهما فان کانا یقدران علی أن یذهبا و لا یرجعان فلم یرجعان؟ فان لم یکونا مضطرّین فلم لا یصیر اللیل نهارا و النهار لیلا؟ اضطرّا و اللّه یا أخا أهل مصر إلی دوامهما و الذی اضطرّهما أحکم منهما و أکبر منهما، قال الزندیق: صدقت.

ثمّ قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: یا أخا أهل مصر الذی تذهبون و تظنونه بالوهم فان کان الدّهر یذهب بهم لم لا یردّهم؟ و إن کان یردّهم لم لا یذهب بهم القوم مضطرّون یا أخا أهل مصر السّماء مرفوعة و الأرض موضوعة لم لا تسقط السماء علی الأرض و لم لا تنحدر الأرض فوق طباقها فلا یتماسکان و لا یتماسک من علیهما؟ فقال الزندیق أمسکهما و اللّه ربّهما و سیّدهما، فامن الزندیق علی یدی أبی عبد اللّه علیه السّلام.

و قد أوردت هذه الروایة علی طولها لتمامیّتها فی إبطال مذهب الدّهریة و نزید إیضاحها بکلام أمیر المؤمنین علیه السّلام و لو تأملتها حقّ التأمل ظهر لک أنّها فی الحقیقة بمنزلة الشرح لقوله: و لم یلجئوا إلی حجّة، إلی قوله: جان، فتدبّر لتبصر.

الترجمة:

و همچنین آسمان و هوا و آب و باد. پس نظر کن بسوی مهر و ماه و درخت و گیاه و آب و سنگ و بسوی اختلاف نمودن این شب و روز و منفجر شدن این دریاها و بسیاری این کوهها و درازی این سرهای کوهها و متفرق شدن این لغتها و زبانهای مختلف گوناگون.

پس وای بر کسی که انکار نماید خداوند صاحب تقدیر را، و کافر شود بخداوند صاحب تدبیر، و گمان کرده اند که ایشان مثل گیاه خودرویند که نیست ایشان را زراعت کننده، و نه از برای صورتهای مختلفه ایشان آفریننده، و استناد نکردند بدلیلی در آن چیزی که ادعا نمودند، و بتحقیقی در آن چیزی که حفظ کردند و ذهنی ایشان شد، آیا ممکن بشود بنائی بدون بنا کننده یا جنایتی بدون جنایت زننده.