[hadith]الخالق جَلَّ و عَلا:

الْحَمْدُ لِلَّهِ خَالِقِ الْعِبَاد وَ سَاطِحِ الْمِهَاد وَ مُسیلِ الْوِهَاد وَ مُخْصِب النِّجَاد، لَیْسَ لِأَوَّلِیَّتِهِ ابْتِدَاءٌ وَ لَا لِأَزَلِیَّتِهِ انْقِضَاءٌ، هُوَ الْأَوَّلُ وَ لَمْ یَزَلْ وَ الْبَاقِی بلَا أَجَلٍ، خَرَّتْ لَهُ الْجِبَاهُ وَ وَحَّدَتْهُ الشِّفَاهُ، حَدَّ الْأَشْیَاءَ عِنْدَ خَلْقِهِ لَهَا إِبَانَةً لَهُ مِنْ شَبَهِهَا، لَا تُقَدِّرُهُ الْأَوْهَامُ بالْحُدُود وَ الْحَرَکَاتِ وَ لَا بالْجَوَارِحِ وَ الْأَدَوَاتِ. لَا یُقَالُ لَهُ مَتَی وَ لَا یُضْرَبُ لَهُ أَمَدٌ بحَتَّی، الظَّاهِرُ لَا یُقَالُ مِمَّ وَ الْبَاطِنُ لَا یُقَالُ فِیمَ، لَا شَبَحٌ فَیُتَقَصَّی وَ لَا مَحْجُوبٌ فَیُحْوَی، لَمْ یَقْرُبْ مِنَ الْأَشْیَاءِ بالْتِصَاقٍ وَ لَمْ یَبْعُدْ عَنْهَا بافْتِرَاقٍ، وَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ مِنْ عِبَادهِ شُخُوصُ لَحْظَةٍ وَ لَا کُرُورُ لَفْظَةٍ وَ لَا ازْدلَافُ رَبْوَةٍ وَ لَا انْبسَاطُ خُطْوَةٍ فِی لَیْلٍ دَاجٍ وَ لَا غَسَقٍ سَاجٍ، یَتَفَیَّأُ عَلَیْهِ الْقَمَرُ الْمُنِیرُ وَ تَعْقُبُهُ الشَّمْسُ ذَاتُ النُّورِ فِی الْأُفُولِ وَ الْکُرُورِ وَ [تَقْلِیب] تَقَلُّب الْأَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ، مِنْ إِقْبَالِ لَیْلٍ مُقْبلٍ وَ إِدْبَارِ نَهَارٍ مُدْبرٍ، قَبْلَ کُلِّ غَایَةٍ وَ مُدَّةِ وَ کُلِّ إِحْصَاءٍ وَ عِدَّةٍ، تَعَالَی عَمَّا یَنْحَلُهُ الْمُحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الْأَقْدَارِ وَ نِهَایَاتِ الْأَقْطَارِ وَ تَأَثُّلِ الْمَسَاکِنِ وَ تَمَکُّنِ الْأَمَاکِنِ، فَالْحَدُّ لِخَلْقِهِ مَضْرُوبٌ وَ إِلَی غَیْرِهِ مَنْسُوبٌ.[/hadith]