[hadith]و من خطبة له (علیه السلام) فی الاستسقاء:

اللَّهُمَّ قَد انْصَاحَتْ جِبَالُنَا وَ اغْبَرَّتْ أَرْضُنَا وَ هَامَتْ دَوَابُّنَا وَ تَحَیَّرَتْ فِی مَرَابضِهَا وَ عَجَّتْ عَجِیجَ الثَّکَالَی عَلَی أَوْلَادهَا وَ مَلَّتِ التَّرَدُّدَ فِی مَرَاتِعِهَا وَ الْحَنِینَ إِلَی مَوَارِدهَا، اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِینَ الْآنَّةِ وَ حَنِینَ الْحَانَّةِ، اللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَیْرَتَهَا فِی مَذَاهِبهَا وَ أَنِینَهَا فِی مَوَالِجِهَا. اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَیْکَ حِینَ اعْتَکَرَتْ عَلَیْنَا حَدَابیرُ السِّنِینَ وَ أَخْلَفَتْنَا مَخَایِلُ الْجُود، فَکُنْتَ الرَّجَاءَ لِلْمُبْتَئِس وَ الْبَلَاغَ لِلْمُلْتَمِس، نَدْعُوکَ حِینَ قَنَطَ الْأَنَامُ وَ مُنِعَ الْغَمَامُ وَ هَلَکَ السَّوَامُ أَلَّا تُؤَاخِذَنَا بأَعْمَالِنَا وَ لَا تَأْخُذَنَا بذُنُوبنَا، وَ انْشُرْ عَلَیْنَا رَحْمَتَکَ بالسَّحَاب الْمُنْبَعِقِ وَ الرَّبیعِ الْمُغْدقِ وَ النَّبَاتِ الْمُونِقِ، سَحّاً وَابلًا تُحْیِی بهِ مَا قَدْ مَاتَ وَ تَرُدُّ بهِ مَا قَدْ فَاتَ.

تفسیر ما فی هذه الخطبة من الغریب:

قال السید الشریف رضی الله عنه: قوله (علیه السلام) «انصاحت جبالنا» أی تشققت من المحول یقال انصاح الثوب إذا انشق و یقال أیضا انصاح النبت و صاح و صوح إذا جف و یبس کله بمعنی. و قوله «و هامت دوابُّنا» أی عطشت و الهُیام العطش. و قوله «حدابیر السنین» جمع حِدْبار و هی الناقة التی أنضاها السیر فشبه بها السنة التی فشا فیها الجدب، قال ذو الرمة:

حدابیر ما تنفک إلا مناخة           علی الخسف أو نرمی بها بلدا قفرا[/hadith]