[hadith]عصیان الخلق:
سُبْحَانَکَ خَالِقاً وَ مَعْبُوداً بحُسْنِ بَلَائِکَ عِنْدَ خَلْقِکَ، خَلَقْتَ دَاراً وَ جَعَلْتَ فِیهَا مَأْدُبَةً مَشْرَباً وَ مَطْعَماً وَ أَزْوَاجاً وَ خَدَماً وَ قُصُوراً وَ أَنْهَاراً وَ زُرُوعاً وَ ثِمَاراً، ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِیاً یَدْعُو إِلَیْهَا فَلَا الدَّاعِیَ أَجَابُوا وَ لَا فِیمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا وَ لَا إِلَی مَا شَوَّقْتَ إِلَیْهِ اشْتَاقُوا، أَقْبَلُوا عَلَی جِیفَةٍ قَد افْتَضَحُوا بأَکْلِهَا وَ اصْطَلَحُوا عَلَی حُبِّهَا، وَ مَنْ عَشقَ شَیْئاً أَعْشَی بَصَرَهُ وَ أَمْرَضَ قَلْبَهُ، فَهُوَ یَنْظُرُ بعَیْنٍ غَیْرِ صَحِیحَةٍ وَ یَسْمَعُ بأُذُنٍ غَیْرِ سَمِیعَةٍ، قَدْ خَرَقَتِ الشَّهَوَاتُ عَقْلَهُ وَ أَمَاتَتِ الدُّنْیَا قَلْبَهُ وَ وَلِهَتْ عَلَیْهَا نَفْسُهُ، فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا وَ لِمَنْ فِی یَدَیْهِ شَیْءٌ مِنْهَا، حَیْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَیْهَا وَ حَیْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَیْهَا، لَا یَنْزَجِرُ مِنَ اللَّهِ بزَاجِرٍ وَ لَا یَتَّعِظُ مِنْهُ بوَاعِظٍ، وَ هُوَ یَرَی الْمَأْخُوذینَ عَلَی الْغِرَّةِ حَیْثُ لَا إِقَالَةَ [لَهُمْ] وَ لَا رَجْعَةَ، کَیْفَ نَزَلَ بهِمْ مَا کَانُوا یَجْهَلُونَ وَ جَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْیَا مَا کَانُوا یَأْمَنُونَ وَ قَدمُوا مِنَ الْآخِرَةِ عَلَی مَا کَانُوا یُوعَدُونَ.[/hadith]