[hadith]و منها فی صفة خلق الإنسان:
أَمْ هَذَا الَّذی أَنْشَأَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْأَسْتَارِ نُطْفَةً دهَاقاً وَ عَلَقَةً مِحَاقاً وَ جَنِیناً وَ رَاضِعاً وَ وَلِیداً وَ یَافِعاً، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً وَ لِسَاناً لَافِظاً وَ بَصَراً لَاحِظاً لِیَفْهَمَ مُعْتَبراً وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِراً، حَتَّی إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَی مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبراً وَ خَبَطَ سَادراً مَاتِحاً فِی غَرْب هَوَاهُ کَادحاً سَعْیاً لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبهِ وَ بَدَوَاتِ أَرَبهِ، ثُمَّ لَا یَحْتَسبُ رَزیَّةً وَ لَا یَخْشَعُ تَقِیَّةً، فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیراً وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسیراً لَمْ یُفِدْ عِوَضاً وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضاً؛ دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّةِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادراً وَ بَاتَ سَاهِراً فِی غَمَرَاتِ الْآلَامِ وَ طَوَارِقِ الْأَوْجَاعِ وَ الْأَسْقَامِ بَیْنَ أَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَةٍ بالْوَیْلِ جَزَعاً وَ لَادمَةٍ لِلصَّدْرِ قَلَقاً وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَةٍ مُلْهِثَةٍ وَ غَمْرَةٍ کَارِثَةٍ وَ أَنَّةٍ مُوجِعَةٍ وَ جَذْبَةٍ مُکْرِبَةٍ وَ سَوْقَةٍ مُتْعِبَةٍ.[/hadith]