[hadith]النُصح بالتقوی:
أُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بتَقْوَی اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً وَ الْمَنْجَاةُ أَبَداً، رَهَّبَ فَأَبْلَغَ وَ رَغَّبَ فَأَسْبَغَ؛ وَ وَصَفَ لَکُمُ الدُّنْیَا وَ انْقِطَاعَهَا وَ زَوَالَهَا وَ انْتِقَالَهَا، فَأَعْرِضُوا عَمَّا یُعْجِبُکُمْ فِیهَا لِقِلَّةِ مَا یَصْحَبُکُمْ مِنْهَا، أَقْرَبُ دَارٍ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَ أَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، فَغُضُّوا عَنْکُمْ عِبَادَ اللَّهِ غُمُومَهَا وَ أَشْغَالَهَا، لِمَا قَدْ أَیْقَنْتُمْ بهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَ تَصَرُّفِ حَالاتِهَا، فَاحْذَرُوهَا حَذَرَ الشَّفِیقِ النَّاصِحِ وَ الْمُجِدِّ الْکَادحِ. وَ اعْتَبرُوا بمَا قَدْ رَأَیْتُمْ مِنْ مَصَارِعِ الْقُرُونِ قَبْلَکُمْ، قَدْ تَزَایَلَتْ أَوْصَالُهُمْ وَ زَالَتْ أَبْصَارُهُمْ وَ أَسْمَاعُهُمْ، وَ ذَهَبَ شَرَفُهُمْ وَ عِزُّهُمْ، وَ انْقَطَعَ سُرُورُهُمْ وَ نَعِیمُهُمْ، فَبُدِّلُوا بقُرْب الْأَوْلَاد فَقْدَهَا وَ بصُحْبَةِ الْأَزْوَاجِ مُفَارَقَتَهَا، لَا یَتَفَاخَرُونَ وَ لَا یَتَنَاسَلُونَ وَ لَا یَتَزَاوَرُونَ وَ لَا یَتَحَاوَرُونَ. فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ، حَذَرَ الْغَالِب لِنَفْسهِ، الْمَانِعِ لِشَهْوَتِهِ، النَّاظِرِ بعَقْلِهِ، فَإِنَّ الْأَمْرَ وَاضِحٌ وَ الْعَلَمَ قَائِمٌ وَ الطَّرِیقَ جَدَدٌ وَ السَّبیلَ قَصْد.[/hadith]