[hadith]وَ ایْمُ اللَّهِ یَمِیناً -أَسْتَثْنِی فِیهَا بمَشیئَةِ اللَّهِ- لَأَرُوضَنَّ نَفْسی رِیَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَی الْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَیْهِ مَطْعُوماً وَ تَقْنَعُ بالْمِلْحِ مَأْدُوماً، وَ لَأَدَعَنَّ مُقْلَتِی کَعَیْنِ مَاءٍ نَضَبَ مَعِینُهَا، مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا. أَ تَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْیِهَا فَتَبْرُکَ، وَ تَشْبَعُ الرَّبیضَةُ مِنْ عُشْبهَا فَتَرْبضَ، وَ یَأْکُلُ عَلِیٌّ مِنْ زَادهِ فَیَهْجَعَ؟ قَرَّتْ إِذاً عَیْنُهُ إِذَا اقْتَدَی بَعْدَ السِّنِینَ الْمُتَطَاوِلَةِ بالْبَهِیمَةِ الْهَامِلَةِ وَ السَّائِمَةِ الْمَرْعِیَّةِ.[/hadith]

و أیم اللّه- یمینا أستثنی فیها بمشیئة اللّه- لأروضنّ نفسی ریاضة تهشّ معها إلی القرص إذا قدرت علیه مطعوما، و تقنع بالملح مأدوما، و لأدعنّ مقلتی کعین ماء نصب معینها مستفرغة دموعها، أ تمتلئ السّائمة من رعیها فتبرک؟ و تشبع الرّبیضة من عشبها فتربض؟ و یأکل علیّ من زاده فیهجع؟ قرّت إذا عینه إذ اقتدی بعد السّنین المتطاولة بالبهیمة الهاملة، و السّائمة المرعیّة!

منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة (خوئی)، ج 20، ص: 124

اللغة:

(ایم اللّه): من صیغ الحلف، (تهشّ): تفرح (نضب): غار فی الأرض، (ماء معین): جار علی وجه الأرض، (فتبرک): أی تنام، (الربیضة): جمع الغنم (فیهجع): فینام، (البهیمة الهاملة): المسترسلة المهملة من الزمام، (السائمة المرعیّة): جمع الغنم مع الراعی.

المعنی:

ثمّ یبیّن علیه السّلام سیرته فی معیشة الدنیا مقرونا بالحلف باللّه تعالی فی التمسّک بالریاضة و تقلیل الطعام إلی حیث یفرح نفسه بأکل قرصة من الشعیر لسدّ جوعتها و تقنع بالملح للإدام، و مع ذلک یبکی من خشیة اللّه و موقف الحساب إلی حیث ینضب عینه من الدموع، و أشار إلی أنّ النفس الانسانیّة أشرف من الاقتداء بالبهائم من الابال و البقر و الغنم فی الأکل و طلب الراحة.