بسم الله الرحمن الرحیم‏

الی الطلاب المحترمین کافة خارج البلاد والی سائر الفئات والافراد الذین یبذلون أعمارهم وأوقاتهم فی سبیل أهداف الإسلام السامیة فی أوروبا وأمیرکا والهند وسائر أقطار العالم للوصول الی مراحل التکامل الإنسانی ولانقاذ البشریة من أسر مجموعات من المتظاهرین بالآدمیة من السباع فی لباس البشر. إننی أتوجّه بالشکر إلی جمیع السادة الذین قدموا إلیّ التعازی معربین عن حبّهم لی بهذا الحادث الذی هو جزء صغیر من الحوادث التی یرزح أبناء الإسلام تحتها، وأدعو لجمیع من هاجروا من وطنهم الحبیب بسبب المشکلات والکبت البولیسی من جوار قبر سید الأتقیاء- علیه الصلاة والسلام- وأرجو من الله- تعالی- المزید من التوفیقات للجمیع فی خدمة الإسلام الذی یضمن نجاة البشریة من جمیع أشکال التخلف.

وأبشرکم أنتم وسائر الإخوة الذین یعیشون تحت وطأة البولیس وفی السجون ومراکز التعذیب وتعانون ألواناً من الحرمان والمصائب القاتلة، وأُسر الذین قدَّموا أرواحهم تحت تعذیب الشاه فی سبیل الحق أبشّرُکم جمیعاً بالنصر شریطة أن تکون الجهود للحق ولنصرة دین الحق حیث تتمتّعون بالنصر الإلهی إذا ظللتم مرتبطین بهذاالدین وشریطة السعی نحو الوحدة والتضامن فی سبیل الحق لإنقاذ بلادکم وسائر الأقطار الإسلامیة التی ترزح تحت وطأة الاجانب.

اننی عقدت آمالًا کبیرة علی هذه النهضة وعلی هذه الصحوة العامة اللتین ظهرتا فی البلاد الإسلامیة عامة، وفی ایران خاصة وکذلک علی هذا الکره والاشمئزاز العام من الأجهزة الظالمة وسُبعیة الاستعمار والمستعمرین.

وهذه الصحوة والاستنکار لیستا عابرتین وهما ستستمران حتی انتهاء حکم الجبابرة وظلم الظالمین وهما انفجار نجم من الظلم اللامتناهی للأجهزة الجائرة والحرمان المتزاید للشعوب المظلومة، وسیقضی علی القوی العمیلة التی نصبت لتقیید الشعوب ونهب ثرواتها وبذلک سیکون الانتقام الالهی من الظالمین. وعلینا وعلیکم أن نتآخی أینما کنّا، وأن نقیم بیننا تضامناً مستمراً، ونمدّ ید الأخوّة الی جمیع الإخوة داخل البلاد فی أی زیٍّ کانوا، ونسعی لإزالة الخلافات التی حدثت‏

بأیدی الأجانب ویزیدها النظام الجائر وعملاء الأجانب دائماً. وما دامت الخلافات بین طبقات الشعب خاصة بین الروحانیین والطلّاب الجامعیین وبین مثقفیهم، فنحن آیسون من النصر.

لابدّ للفئات الملتزمة التزاماً کاملًا بالاسلام والمحبّة للمسلمین أن تستغل هذه الفرصة السانحة المؤقتة بکل ذکاء وبعد نظر ووحدة کلمة، وألّا تدع الانتهازیین الذین لم یخطوا خطوة من أجل الإسلام والشعب الایرانی الشریف، ولم یکتبوا کلمة من أجلهما یستغلون هذه الفرصة لیدسّوا أنفسهم تحت شعارات الوطنیة والحریة بین صفوف الشعب المضطهد للوصول إلی المناصب الوزاریة أو البرلمانیة، وألا تدعهم یشقّون طریقهم بین الناس بکتابة مقالات لا تحمل اسم الإسلام ولا تتحدّث إلّا ببؤرة الفساد الأصلیة، فإنهم اذا نالوا منصباً- لا قدر الله- سیعیدون نفس الخیانات والعمالة ونفس الآلام والمصائب. إنّ مثل هذه المقالات الصادرة عن عناصر معروفة إن لم تکن مباشرة من الجهاز الأمنی إبقاءً علی الشاه الذی هو مصدر جمیع مصائب البلاد والشعب، فانها بالتأکید لیست لمصلحة الشعب وحفظ أسس الإسلام الذی یضمن استقلال البلاد وسیادتها، کما یضمن العدالة الاجتماعیة والحریات.

لم یکن أحد هؤلاء یجرؤ علی کلام عندما کانت شرائح الشعب المسلم المختلفة من رجال الدین والجامعیین والمهندسین والأطباء والتجار والعمال والمزارعین تتهشّم تحت أقدام عملاء أجانب، أین کان هؤلاء عندما حدثت مجزرة 15 من خرداد ونهبت المدارس الدینیة وغیرها بأیدی عملاء الأجانب؟ أین کان هؤلاء عندما کانت السجون مکتظة بالمدافعین عن الإسلام وبالأحرار؟ أین کان هؤلاء عندما بُدِّل التاریخ الإسلامی المشرف الذی هو مصدر العدالة والحریة والرقی الفردی والاجتماعی والسیاسی بتاریخ رجعی ملکی ومجوسی؟ أین کان هؤلاء عندما أُعلن تشکیل حزب (رستاخیز) لقمع الشعب ونشر السرقة والظلم الأکثر؟

أین کان هؤلاء عندما بنوا سوقاً لأسیادهم، ودمروا زراعة البلاد باسم الثورة البیضاء التی کانت من أکثر الثورات دمویة، وارتکبوا جمیع الفظائع المخالفة للدین وللقومیة فی حین أن الشباب من رجال الدین ومن الجامعیین وبدعم من طبقات الشعب المختلفة من المزارع والعامل والتاجر ضحوا بأنفسهم لیدافعوا عن الحق؟ لقد أمسک هؤلاء الیوم بأقلامهم، وبدأوا بشکل محدود وبکل ریاء بکتابة بعض الاشیاء اذ شعروا أنّ الوقت حان لجنی الثمار اما من قبل الشاه وذلک بصرف أذهان الناس عن الشاه وتحمیل الحکومة مسؤولیة الجرائم واما من قبل الشعب فی حالة تغییر النظام. علی الشعب الایرانی وجمیع الشرائح من رجال الدین وغیرهم أن یأخذوا بزمام المبادرة بکل حذر ووعی، ویخیبوا هؤلاء الوصولیین.

وعلی الشاه وأعوانه وأنصاره أن یدرکوا جیداً سواء أنجح الشاه فی لقائه مع الرئیس الأمریکی فی تجدید الولاء له وترسیخ منصبه غیر الشرعی، أو لم ینجح فی ذلک، فإن الشعب الایرانی لا یریده، ولن یکف عن کفاحه حتی یأخذ بثار شبابه الملطخین بالدماء، حتّی ینقذ الإسلام وأحکامه من براثن هذه السلالة، أرجو من الله- تعالی- اصلاح حال المسلمین وإنقاذ البلاد الإسلامیة من أیدی الأجانب سواء الیسار أو الیمین. والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته‏

4 من شهر ذی الحجة الحرام عام 1397 ه- ق‏

روح الله الموسوی الخمینی‏

نداء